المشاركات

علي ألقان التركي على جنبات شارع أوزون سوكاك

صورة
يحيى المعشري  من الأماكن الحيوية وغالبًا ما كنّا نتردد عليها بين الفينةِ والأخرى وفي الأوقات التي تنصرف عن البرامج السياحية المجدولة في الخطة التي نضعها هناك في طرابزون تلك المقاطعة التركية الضاربة في القدم والتي تناسب طريقتنا في التنقل وما بين شارع أتاتورك والمعروف لدى الأهالي باسم الميدان وهو ميدان طرابزون وفيه تصطفُ المقاهي والماركات العالمية والمحال التجارية التركية والعالمية وفيه تشاهد الحِراك البشري ينشط وفيه تنسدل أجساد الباعة المتجولين على عرباتهم بين جنبات الطريق؛ يصدح أصحابها بصيحات أشبه بالاستجداء الحميم بغية استمالة الشرّاء وعلى امتداد الميدان نخرج على شارع آخر يُفضي إلى حيث تتلاقى فيه مفترقات الطرق على مدن شعبية وهي الأماكن التي أفضلّها في الدول التي تشتهر بالحضارة والعمران، ندخل سوق ونخرج منه فإذا بسوقٍ آخر يتلقفنا في أجواءٍ نوفمبرية باردة فترتسم الدهشة على وجوهنا من طريقة عرض الباعة لبضائعهم وانحدار الشوارع وصلابة الجسور على الرغم من أنها ليست كبيرة في مساحتها؛ لكنها تمتاز بطابع معماري يشدّ الأنظار ويلفت الانتباه؛ لا تستطيع إلا أن تمعن النظر في الممرات والطرقات، ونحن...

على ضفاف جسر نيريتفا المعلق في مدينة يابلانيتسا نحدق في المارشال جوزيف تيتو

صورة
  يحيى المعشري على ضفاف نهر نيريتفا ومعنا حشود من السياح من مختلف دول العالم ............ ///////..........  لم يكن هذا الجسر وحده الذي ألهب مشاعر الشاب مدحت البوسني وهو في منتصف العشرينات ولم تكن الدمعة التي بدأت تنهمر وتذرفها عينا هذا الشاب الوسيم ذا القامة المتوسطة والشعر القصير المنسدل من أطرافه بخجل والأعين الخضراء التي تبدو جذابة في مجتمعاتنا العربية ولا يكترث لها العابرين من ذات السحنة في دول البلقان؛ نعم لم تكن الدمعة وحدها التي تحكي الصدمات التي توالت على محيطهم ذات زمن؛ لربما نحنُ من الأقوام التي تحن وتحب المفقود- كانت الدمعة التي شارفت على مغادرة عينا مدحت قاب قوسين أو أدنى أن تسقط على وجنتيه كما سقطت طائرتنا في مطار بلغراد الصربية لأيام نمني النفس أن تنتهِ لنظفر بمعانقة سراييفو "قدس أوروبا" مُحمّلة بأحلام شابين عُمانيين تقاطعا في محبة السفر والترحال وتشاركا في رؤية تلك الشعوب على سجيتها؛ نعبرُ الأفق البعيدة والسماوات خلف جداران خفق القلوب في بلداننا، تأسرنا الأشياء البسيطة بأدق تفاصيلها ونوثق اللحظات قبل أن تطويها رحى النسيان. كان تطوافنا إلى البوسنة و...

تحت شجرة كالدي المعمرة نتلو نوستاليجا عقد من الزمان

صورة
أُنقب بين المسافات عن خطواتنا الجاثمة بتثاقل إلى حشرجة نتجرع مرارة القهوة بمذاقاتها المتباينة؛ هذا سبانش لاتيه وهذا موكا كافيه وهذا كابتشينو بالبندق وآخر يتلمظ طعم المكياتو وأمامه قطعة توست؛ يدقق في وجهها علّه يعرف سر الإفطار الملكي وأنا بينهم أتجرّع حلاوة اللقاء متطفلًا على طاولتهم المستديرة وكراسي بيضاء لا تعترف بالفوارق البشرية في حضرة اللقاءات. هنا تحت ظلال شجرة الرولة المعمرة كما ننعتها محليًا أبحث عن كنبة أتوسد عليها بداية الأجواء الشتوية في العاصمة الجميلة مسقط- هذا هو أكتوبر البهي في مسقط حيث نلتقي بالرفاق خارج ملاعب المستديرة وخارج جدران المقاهي المغلقة وعلى مرمى خطوات بل خطوة واحدة في رابية القرم؛ رايتُ أصدقاء الأمس واليوم والغد الذين عرفتني بهم المعشوقة المستديرة "كرة القدم" ذات وقت- خرجنا من الملاعب الترابية نركل الحصى ونبعثر التراب، نعض على شفاهنا عند كل فرصة مهدرة- لم نكن نعرف بعضنا البعض قبل أن تجمعنا الساحرة في شاطئ القرم، نداعب الرمال الناعمة في مساحاتٍ تتسع فيها القلوب قبل المكان، ننظر شزرًا إلى البحر خلف فندق جراند حياة مسقط وجموع الناس الذين يقصدون الشاطئ ...

المقصورة الخلفية؛ قطار سيدي جابر- الإسكندرية ‏

صورة
5 أكتوبر 2021 مشاهدات ومعايشات من أم الدنيا عندما صعدت قطار الإسكندرية متجهًا إلى محطة رمسيس في القاهرة رفقة عدد من زملاء العمل؛ كُنا أربعة أشخاص تأخذنا الحماسة لرؤية ما تمتلكه أم الدنيا من جمال في كافة تفاصيلها؛ رفقاء عمل لأول مرة نتشارك في رحلة سفر، وعلى كثرة الأحداث اليومية التي كنتُ أرمقها في أول زيارة لي في العام 2009 كان الشعور غريبًا عن زيارتي اللاحقة؛ لربما هي دهشة البدايات التي سكنتني في ذلك الوقت؛ فمصر عرفناها صغارًا من خلال التلفاز والسينما ومن خلال الممثلين والكتّاب والشعراء المخضرمين الذي سكنوا معنا في بيوتنا في الخليج وكذلك من خلال المسرحيات الخالدة التي لا زالت جزءًا من ذاكرتنا؛ محفورة في تفاصيل طفولتنا وكان الأثر البادئ علينا في عُمان والخليج من خلال الأسماء المصرية التي دخلت البيت الخليجي كما هو الحال لبعض العادات والتصرفات والأكلات والوجود المصري بيننا عن طريق المدرسين والمدرسات وغيرها من أعمال نتشارك بها معًا فالمشترك هذا له تأثير كما كان لنا تأثير على بعض الدول التي أقام بها العُمانيون، بات تطوافنا اليومي يعتمد على المجهود البدني والتشارك مع الشعب المصري...

حكايات من حديقة ريام

صورة
  يحيى المعشري بدت عينا روجيرو وزوجته باردتين لولا البريق الذي التمع فيهما عند رؤيتهما حديقة ريام بهذه الأناقة والجمال، لمعان وتناسق الورود الحمراء والصفراء على وقع أشعة الشمس الباردة، كل ذلك بعد أن قذفتهم السفينة العملاقة في كورنيش مطرح، أخذا يتجولا في ربوع ولاية مطرح إلى أن رمقتهم في حديقة ريام وهنا كان بيني وبينهم هذا الفصل من الحديث، مط روجيرو شفتيه عندما أخبرتهم بأن الحديقة تعود إلى عهد قريب من بواكير النهضة المباركة عندما كانت بلدية العاصمة بمسماها قبل أن يتم تغييرها إلى بلدية مسقط في عام ١٩٨٥ ميلادي. وفي خضم الحديث وانشغالي بالتصوير أشحت بنظري إلى أحد المواقع المتفردة في حديقة ريام وقبل أن أدنو من المنارة الصافنة في أعلى الجبل "منارة المجمر" في الحديقة والمطلة على البحر وزاوية من زوايا مسقط التي شكلت التاريخ والحضارة، حدثني الشاب حبيب الأربعيني الذي خاض شيء من تفاصيل الحديقة وخاض تفاصيل أحداث بداية النهضة قائلًا: أتذكر منذ أكثر من خمسة عشر عامًا كان أبي يأتي بنا إلى حديقة ريام العامة في إجازة نهاية الاسبوع لنلعب أنا وإخوتي الصغار، نمرح ونلهو ونتلذذ باللحظات...

على ضفاف مقهى كالدي 850 في رابية القرم

صورة
يحيى المعشري  لم أكن أعلم قبل أن أغمض عينيّ هنيئة لأقل من ربع ساعة؛ بعد تناول وجبة الغداء مع العائلة أن يسري النشاط في عروقي ويدب في جسدي بعد يومٍ صباحي قضيته في ممارسة رياضة كرة القدم وهو بشائر اليوم الموالي لليلة الحظر الذي سرى علينا في الخامسةِ مساءً في يوليو تموز من العام 2021 إلى الرابعة فجرًا أن أتمكن من الخروج من المنزل لأخذ جولة أخيرة أودعُ فيها ما تبقى من أوقات؛ قبل أن تُعلن صفارات اللجنة العليا سريان اليوم الثاني من الإغلاق الجزئي؛ بعد تصاعد إصابات كوفيد 19 وتضاعف الحالات إلى أكثر من الضعف وبعد أن شارف الكادر الطبي على الانهيار، لم أكن أعلم أن أتقبل فكرة القرار فتسلمت القرار كغيري على مضض وخرجت بسيارتي حيران لا أعلم أين ستكون الوجهة؛ المهم في هذه اللحظة التي تسبق الإغلاق الجزئي الخروج من شرنقة التيه الذي أشعرُ به وقد سُلبت مني أهم الأوقات وهي فترة العصيرة، السماء في هذا اليوم ملبدة بالغيوم، لكنها متفرقة ليست مثلَ سماء الأمس في مسقط التي أبكتها مطرًا بين المتوسط والغزير، ترنحت مع سيارتي بعد أن خرجت من بوشر فإذا بالخوير تواجهني والأخيرة تبدو اليوم أكثر نظارة بعد المطر، النا...

ساعة في مقهى كوكس بلندرس بالخوير؛ أتفرس الجالسون

صورة
يحيى المعشري  @ysk243  في عصيرة عتمتها أجواء رطبة، أجواء مسقطية شديدة الحرارة وأقل ما يمكن القول عنها شديدة الحرارة هذه الأيام، اخترت أن ألوذ إلى ركن من أركان أحد مقاهي الخويــر وهو "كوكس بلندرس" الواقع في الوسط والمفضية واجهته على عدة ممرات، الناس في هذا المقهى يحبذون البقاء لساعات طويلة لسببين؛ أحدهما اطلالته على المارة والسبب الآخر وهو الأهم أسعاره التنافسية فالقهوة لديهم باختلاف الذائقة تجدها متوفرة بأصنافٍ مختلفة وهي أقل بكثير عن سعر القهوة في المقاهي العالمية والمحلية على السواء، في هذا المكان أنتَ محاط بأصدقاء لا تعرفهم أو أصدقاء لمحتهم خلسة ذات يوم ولا يوجد بينكم ولو حديثٍ عابر، قد لا تعرفهم لكن الظروف الآن مواتية عند أحدهم لأن يفتح معك حوار عابر أو يدلق على مسامعك كلمة تشدك وتدخل معه في حوارٍ عميق؛ في مواضيع الحياة وقد تبني علاقة إنسانية جديدة بحسب الوضع الاجتماعي لديك وبحسب الجذور الفيسلوجية التي تترجم رغباتك في التواصل مع الآخر وفي هذا المكان تستطيع أنَّ تنأى بنفسك وتصنع لكَ مزاجك التوحدي إن أحببت- السيارات هنا تبدو أكثر من الحركة البشرية على الأقدام وعلى الرغم من...