المشاركات

تحت شجرة كالدي المعمرة نتلو نوستاليجا عقد من الزمان

صورة
أُنقب بين المسافات عن خطواتنا الجاثمة بتثاقل إلى حشرجة نتجرع مرارة القهوة بمذاقاتها المتباينة؛ هذا سبانش لاتيه وهذا موكا كافيه وهذا كابتشينو بالبندق وآخر يتلمظ طعم المكياتو وأمامه قطعة توست؛ يدقق في وجهها علّه يعرف سر الإفطار الملكي وأنا بينهم أتجرّع حلاوة اللقاء متطفلًا على طاولتهم المستديرة وكراسي بيضاء لا تعترف بالفوارق البشرية في حضرة اللقاءات. هنا تحت ظلال شجرة الرولة المعمرة كما ننعتها محليًا أبحث عن كنبة أتوسد عليها بداية الأجواء الشتوية في العاصمة الجميلة مسقط- هذا هو أكتوبر البهي في مسقط حيث نلتقي بالرفاق خارج ملاعب المستديرة وخارج جدران المقاهي المغلقة وعلى مرمى خطوات بل خطوة واحدة في رابية القرم؛ رايتُ أصدقاء الأمس واليوم والغد الذين عرفتني بهم المعشوقة المستديرة "كرة القدم" ذات وقت- خرجنا من الملاعب الترابية نركل الحصى ونبعثر التراب، نعض على شفاهنا عند كل فرصة مهدرة- لم نكن نعرف بعضنا البعض قبل أن تجمعنا الساحرة في شاطئ القرم، نداعب الرمال الناعمة في مساحاتٍ تتسع فيها القلوب قبل المكان، ننظر شزرًا إلى البحر خلف فندق جراند حياة مسقط وجموع الناس الذين يقصدون الشاطئ ...

المقصورة الخلفية؛ قطار سيدي جابر- الإسكندرية ‏

صورة
5 أكتوبر 2021 مشاهدات ومعايشات من أم الدنيا عندما صعدت قطار الإسكندرية متجهًا إلى محطة رمسيس في القاهرة رفقة عدد من زملاء العمل؛ كُنا أربعة أشخاص تأخذنا الحماسة لرؤية ما تمتلكه أم الدنيا من جمال في كافة تفاصيلها؛ رفقاء عمل لأول مرة نتشارك في رحلة سفر، وعلى كثرة الأحداث اليومية التي كنتُ أرمقها في أول زيارة لي في العام 2009 كان الشعور غريبًا عن زيارتي اللاحقة؛ لربما هي دهشة البدايات التي سكنتني في ذلك الوقت؛ فمصر عرفناها صغارًا من خلال التلفاز والسينما ومن خلال الممثلين والكتّاب والشعراء المخضرمين الذي سكنوا معنا في بيوتنا في الخليج وكذلك من خلال المسرحيات الخالدة التي لا زالت جزءًا من ذاكرتنا؛ محفورة في تفاصيل طفولتنا وكان الأثر البادئ علينا في عُمان والخليج من خلال الأسماء المصرية التي دخلت البيت الخليجي كما هو الحال لبعض العادات والتصرفات والأكلات والوجود المصري بيننا عن طريق المدرسين والمدرسات وغيرها من أعمال نتشارك بها معًا فالمشترك هذا له تأثير كما كان لنا تأثير على بعض الدول التي أقام بها العُمانيون، بات تطوافنا اليومي يعتمد على المجهود البدني والتشارك مع الشعب المصري...

حكايات من حديقة ريام

صورة
  يحيى المعشري بدت عينا روجيرو وزوجته باردتين لولا البريق الذي التمع فيهما عند رؤيتهما حديقة ريام بهذه الأناقة والجمال، لمعان وتناسق الورود الحمراء والصفراء على وقع أشعة الشمس الباردة، كل ذلك بعد أن قذفتهم السفينة العملاقة في كورنيش مطرح، أخذا يتجولا في ربوع ولاية مطرح إلى أن رمقتهم في حديقة ريام وهنا كان بيني وبينهم هذا الفصل من الحديث، مط روجيرو شفتيه عندما أخبرتهم بأن الحديقة تعود إلى عهد قريب من بواكير النهضة المباركة عندما كانت بلدية العاصمة بمسماها قبل أن يتم تغييرها إلى بلدية مسقط في عام ١٩٨٥ ميلادي. وفي خضم الحديث وانشغالي بالتصوير أشحت بنظري إلى أحد المواقع المتفردة في حديقة ريام وقبل أن أدنو من المنارة الصافنة في أعلى الجبل "منارة المجمر" في الحديقة والمطلة على البحر وزاوية من زوايا مسقط التي شكلت التاريخ والحضارة، حدثني الشاب حبيب الأربعيني الذي خاض شيء من تفاصيل الحديقة وخاض تفاصيل أحداث بداية النهضة قائلًا: أتذكر منذ أكثر من خمسة عشر عامًا كان أبي يأتي بنا إلى حديقة ريام العامة في إجازة نهاية الاسبوع لنلعب أنا وإخوتي الصغار، نمرح ونلهو ونتلذذ باللحظات...

على ضفاف مقهى كالدي 850 في رابية القرم

صورة
يحيى المعشري  لم أكن أعلم قبل أن أغمض عينيّ هنيئة لأقل من ربع ساعة؛ بعد تناول وجبة الغداء مع العائلة أن يسري النشاط في عروقي ويدب في جسدي بعد يومٍ صباحي قضيته في ممارسة رياضة كرة القدم وهو بشائر اليوم الموالي لليلة الحظر الذي سرى علينا في الخامسةِ مساءً في يوليو تموز من العام 2021 إلى الرابعة فجرًا أن أتمكن من الخروج من المنزل لأخذ جولة أخيرة أودعُ فيها ما تبقى من أوقات؛ قبل أن تُعلن صفارات اللجنة العليا سريان اليوم الثاني من الإغلاق الجزئي؛ بعد تصاعد إصابات كوفيد 19 وتضاعف الحالات إلى أكثر من الضعف وبعد أن شارف الكادر الطبي على الانهيار، لم أكن أعلم أن أتقبل فكرة القرار فتسلمت القرار كغيري على مضض وخرجت بسيارتي حيران لا أعلم أين ستكون الوجهة؛ المهم في هذه اللحظة التي تسبق الإغلاق الجزئي الخروج من شرنقة التيه الذي أشعرُ به وقد سُلبت مني أهم الأوقات وهي فترة العصيرة، السماء في هذا اليوم ملبدة بالغيوم، لكنها متفرقة ليست مثلَ سماء الأمس في مسقط التي أبكتها مطرًا بين المتوسط والغزير، ترنحت مع سيارتي بعد أن خرجت من بوشر فإذا بالخوير تواجهني والأخيرة تبدو اليوم أكثر نظارة بعد المطر، النا...

ساعة في مقهى كوكس بلندرس بالخوير؛ أتفرس الجالسون

صورة
يحيى المعشري  @ysk243  في عصيرة عتمتها أجواء رطبة، أجواء مسقطية شديدة الحرارة وأقل ما يمكن القول عنها شديدة الحرارة هذه الأيام، اخترت أن ألوذ إلى ركن من أركان أحد مقاهي الخويــر وهو "كوكس بلندرس" الواقع في الوسط والمفضية واجهته على عدة ممرات، الناس في هذا المقهى يحبذون البقاء لساعات طويلة لسببين؛ أحدهما اطلالته على المارة والسبب الآخر وهو الأهم أسعاره التنافسية فالقهوة لديهم باختلاف الذائقة تجدها متوفرة بأصنافٍ مختلفة وهي أقل بكثير عن سعر القهوة في المقاهي العالمية والمحلية على السواء، في هذا المكان أنتَ محاط بأصدقاء لا تعرفهم أو أصدقاء لمحتهم خلسة ذات يوم ولا يوجد بينكم ولو حديثٍ عابر، قد لا تعرفهم لكن الظروف الآن مواتية عند أحدهم لأن يفتح معك حوار عابر أو يدلق على مسامعك كلمة تشدك وتدخل معه في حوارٍ عميق؛ في مواضيع الحياة وقد تبني علاقة إنسانية جديدة بحسب الوضع الاجتماعي لديك وبحسب الجذور الفيسلوجية التي تترجم رغباتك في التواصل مع الآخر وفي هذا المكان تستطيع أنَّ تنأى بنفسك وتصنع لكَ مزاجك التوحدي إن أحببت- السيارات هنا تبدو أكثر من الحركة البشرية على الأقدام وعلى الرغم من...

نستولوجيا الرقابة الصحية. سيد أبو العلا عليوة عرّاب الرقابة الصحية"

صورة
يحيى المعشري @ysk243  وكنتُ كمن يدلق حرفًا في بركة الأبدية حينما نظرت إلى سيد أبو العلا عليوة وهو مصري الجنسية أتى إلى عُمان من أرض الصعيد الوجه القبلي ويطلق عليه اسم وادي النيل هكذا بخبرنا ويكيبيديا في محرك البحث عن صعيد سيد الذي وفد إلى عُمان في العقد الثاني من النهضة العُمانية- وهكذا كان سيد حينما فتحت عينيّ على أولى أركان العمل في المديرية العامة للرقابة الصحية قبل أنَّ يضاف إليها ركن الصرف الصحي وفيه أحاول أنَّ أستجمع ما يمكن الكتابة عنه من خلال الحصول على معلومات ذات قيمة مضافة بدءًا من إدارة المهندس هلال السناني رجل الإعلام القادم من المملكة المتحدة بعد رحلة دراسية، وانتهاءً بإدارة المهندس وليد الكثيري وتلاه المهندس أنور الزدجالي والفريق المعاون، كان سيد يعمل في قسم مكافحة نواقل الأمراض بدائرة الصحة الوقائية وهو من أوائل الأقسام التي دخلتُ فيها روحًا وفكرًا وهيامًا ففيه تعرفت على الأخ العزيز زكريا البلوشي والزميل محمد الناعبي وفيه تعرفت على المهندس علي الهنائي الذي اختار العمل في حضن وظيفي آخر وفيه تعرفت على المهندسة لمياء البلوشية وآخرها المبدع المهندس مازن الكلباني، ولا يم...

نوستالجيا الرقابة الصحية "لقاءات أسبوعية في نهارات العمل" (الحلقة الأولى).

صورة
يحيى المعشري الثلاثاء ٣٠ مارس ٢٠٢١مـ تويتر @ysk243  .../////... من شرفة الذكريات أراجع صفحات هذه النوستاليجا، أستدعي الماضي؛ لا لتقليب المواجع وإعادة شريط الذكريات ولكن لأنتشي معكم بمصاحبة بقايا صور وأمكنة وشخوص عشنا معهم رهطًا من الزمن، نبعثر سوسن الحلم الراقد في الأرواح. وقبل أنَّ أطرق أبواب الرقابة الصحية في البلديات أمعن النظر في وجوه تتدلى من شرفة الفرح؛ بعضها رحلت إلى التقاعد والأخرى تقاسمت معنا الأدوار في مجتمع وظيفي آخر رأت فيه بوابة أخرى لخدمة الوطن، هي الوجوه الفرحة، الوجوه الصامتة، ووجوه أخرى متجهمة لكنها كانت بيننا، لا يمكن أنَّ تغمض عينيك وتحدق للمستقبل دون أنَّ تتعلم من ماضيك وما مر على قصاصات كتابك اليومي؛ أي كان نوعها وظروفها؛ في هذه السطور دعوني أُبحر معكم في عالم الحنين، دعونا نسبــر أغوار الأمس لعلنا نلامس شغاف قلوبنا المليئة بتراكمات السنين. دعونا نتساءل بجنون الصمت ولهفة الدفء وحنين اللقاء بعد فراق. أشعر بشيء يشبه الموسيقى المكتوبة تخرج من مداد حبري وأنا أنظر إلى مبنى البلديات، أسرح مع خيالاتي إلى اللاشيء؛ إلى الطريق المؤدي إلى مقر عملي، أُدير مقود سيارتي كيفما...