تحت شجرة كالدي المعمرة نتلو نوستاليجا عقد من الزمان

أُنقب بين المسافات عن خطواتنا الجاثمة بتثاقل إلى حشرجة نتجرع مرارة القهوة بمذاقاتها المتباينة؛ هذا سبانش لاتيه وهذا موكا كافيه وهذا كابتشينو بالبندق وآخر يتلمظ طعم المكياتو وأمامه قطعة توست؛ يدقق في وجهها علّه يعرف سر الإفطار الملكي وأنا بينهم أتجرّع حلاوة اللقاء متطفلًا على طاولتهم المستديرة وكراسي بيضاء لا تعترف بالفوارق البشرية في حضرة اللقاءات. هنا تحت ظلال شجرة الرولة المعمرة كما ننعتها محليًا أبحث عن كنبة أتوسد عليها بداية الأجواء الشتوية في العاصمة الجميلة مسقط- هذا هو أكتوبر البهي في مسقط حيث نلتقي بالرفاق خارج ملاعب المستديرة وخارج جدران المقاهي المغلقة وعلى مرمى خطوات بل خطوة واحدة في رابية القرم؛ رايتُ أصدقاء الأمس واليوم والغد الذين عرفتني بهم المعشوقة المستديرة "كرة القدم" ذات وقت- خرجنا من الملاعب الترابية نركل الحصى ونبعثر التراب، نعض على شفاهنا عند كل فرصة مهدرة- لم نكن نعرف بعضنا البعض قبل أن تجمعنا الساحرة في شاطئ القرم، نداعب الرمال الناعمة في مساحاتٍ تتسع فيها القلوب قبل المكان، ننظر شزرًا إلى البحر خلف فندق جراند حياة مسقط وجموع الناس الذين يقصدون الشاطئ ...