المشاركات

من رواق مجلس الشورى، وسيناريو الأعضاء

صورة
    في مشهد دراماتيكي لا يحدث إلا في مسرح أفلام هوليوود الأمريكية وبوليوود الهندية، مكثنا لساعاتٍ متسمرين أمام شاشات التلفاز والبعض يحدق بإمعان إلى شاشات هواتفهم النقالة وآخرون يتجولون عبر منصات التواصل المجتمعية؛ لأننا موقنين بأننا أمام حدث مهم ومرحلة مفصلية ألا وهو المنافسة على رئاسة مجلس الشورى وكلنا أمل أن نرى التغيير الذي تطلعنا ونتطلع إليه وعندما توجهنا إلى صناديق الاقتراع واضعين الحسّ الوطني أمامنا فتذوينا رياح التغيير إلى مرافئ الحياة الجديدة التي بدأت تلوح في الأفق، اعتملتنا هواجس ومشاعر داخلية بأن تكون خياراتنا مفصلية، كان المشهد الأول الذي عملنا عليه واخترناه بمحض إرادتنا وبدأنا نسّوق ونروّج له عبر الحملات الدعائية الانتخابية وقبل أيام طويناه ولكنّ آثاره لا زالت باقية قبل مرحلة الطعون في النتائج والتي تستمر عشرة أيام بعد الإعلان النهائي للنتائج رغم المهازل التي أرهقتنا وأدمت ما بنا من أماني وطموحات وكأننا تناسيناها وأغلقنا صفحاتها وبدأت تطلُعاتنا تكبر وتكبر؛ لأن القناعة باتت مختلفة وأكثر عمقًا عندما صوبنا سهام التغيير في مجلس الشورى باتجاه القيادة واعتبرنا ب...

في حضرة مزرعة "بدع سدرة"

صورة
  يحيى المعشري 📖 السبت ١٩ أكتوبر ٢٠١٩م. ... /////... ... دفلت حيّ قلهات في بوشر في الساعات الأولى من بواكير الصباح، دلفته ويغلبني الحنين إلى مهد الطفولة ومعانقة تفاصيل الصبا، ظللت أمشي كالذي يسير مجدورًا من أرق السنين، امتشق كاميرة هاتفي الهواواي الممتلئة حد التخمة وعيني على شيء من الذكريات، رميت بكلتا مشاعري جانبًا ودثرت السنين بما تحمل من جمال وبؤس، من تواءُم وتنافر، تركت الشارع الموارب لبيتنا القديم وألقيت عليه تحية الوداع القريب على أمل العودة متى ما سمحت الأقدار، غمغمت بيني وبين نفسي في ذهول إلى حجم التغيير الذي طرأ على المكان والناس وما يحوي من تفاصيل، على الشوارع الداخلية واصطفاف السيارات المركونة عند بيت الراحل محمد بن عدي، على الباحة في وسط الحيّ التي كانت فيما مضى تستقبلنا كالجمرة في حرارتها من الشوق،كانت حجارة مصفوفة بثقل السنين، نجلس عليها في صباحاتنا ومساءاتنا التي تمر علينا بعد أن يداهمنا الصباح وتتلاشى عتمة الليالي القائظة ونور القمر يقبل ريق الأرواح الحالمة، بعد أن نفرغ من ملاحقة نحلات العسل في قمم جبال "قني" والعوينة"، بعد أن نقضي ساعات طويلة في مد...

اطلالة مسائية على مطعم روزنة التراثي وعين على بيت الرديدة رفقة ندماء العمل.

صورة
 ... /////... يحيى المعشري 📝 الأربعاء ٩ أكتوبر ٢٠١٩م ... /////... ذات مساء كنا قد أتممنا العمل المعتاد بروتينه اليومي بين أوراق الوثائق والمحفوظات وبين أجهزة الحواسيب التي بدأت تعبث بالأبصار وتنتشل الدمعة الحائرة حدبة الأعين الناعسة بين ممرات المكاتب، نسترق النظر إلى الساعات في الحائط بمركز سلامة وجودة الغذاء، نستمع إلى دبيب أقدام الموظفين والموظفات في دائرتيّ العلاقات والتعاون الدولي والتوعية والإعلام؛ الزاحفين إلى أجهزة البصمة المنظمة لساعات العمل التي نقضيها في المجتمع الوظيفي. تركنا مكاتب العمل مجدورين بأرق الليل الطويل، تمعنا في البيارق المرفرفة في أعالي البلديات، تمعنا كآخر نظرة عابرة؛ فرأينا كحِل الإثمد المغروس على عيون الغجريات الذي أثار الجدل على مواصفاته القياسية في مركز مختبرات الأغدية والمياه ذات زمن، رأيتُ فيما رأيت ضوءٌ خافت يتسلل من بين جدران المكاتب، رأيتُ العزيز صالح الرزيقي يلوّح بكلتا يديه وكأنه يناديني هلم يا صديقي نتبادل أطراف الحوار هنا في مكتب التوظيف، هلم إليّ قبل أن أهم بالرحيل، رأيتُ الممر الداخلي المفضي إلى مخرج البوابة في مقر العمل يحجب أشعة الشم...

من باحة سيدي أبو العباس المرسي إلى بيت ريا وسكينة

صورة
  يحيى المعشري الثلاثاء 24 سبتمبر 2019م ..... /////..... مشاهدات ومعايشات من أم الدنيا ..... /////..... وفي ذات هداية كنا قد أتممنا صلاتيّ الظهر والعصر بعد يومٍ جهيد قضيناه بين أنياب التعب، قاطعين أزقة الإسكندرية مشيًا على الأقدام إلا مع قليل من التنقلات بالأوتوبيس والترام وبعد إن انفض المصلون من هجعة المحاريب في مسجد سيدي أبو العباس المرسي، وهذا الاسم يعود إلى أحد العلماء الأتقياء الذين وفدوا الإسكندرية ذات زمن، قادمًا من الأندلس بالتحديد في مدينة "مرسيه" وإليها نسب اسم هذا العالم، هنا أصوات المصلين الذين ملئوا المسجد وفناءه الداخلي تضّج بالدعاء والتسابيح ومذاكرة المتصوفين، ثمة أصوات تتعالى وثمة دموع تذرف من أفئدة مرجت الضريح من كل مشارب الأرض، تركنا الدمعة عذراء وهنا لم نتمكن من خرق القواعد ولم يتداعى علينا العالم بأسره وتركنا العجوز وطفلها الرضيع يلتقطون السيلفي في الباحة الخارجية لمسجد سيدي أبو العباس المرسي، وفي تلك اللحظة كان الباعة الجائلين يعرضون أمتعتهم في الجهة اليمنى من المسجد بعد دخولك من البوابة الرئيسية المطلة على جهة البحر الأبيض المتوسط وفي ساعة ا...

من كامب شيزار إلى حمام كليوباترا

صورة
  يحيى المعشري 📝 "مشاهدات ومعايشات من أم الدنيا" الاثنين ٩ سبتمبر ٢٠١٩م   رواية من كامب شيراز إلى حمام كليوباترا   وفي أيار من العام المنصرم ٢٠١٨ م كنا واقفين متقابلين نتجرع مرارة الانتظار وبؤس البحث عند الكراسي الممتلئة بالسحنات الآسيوية في مطار مسقط الدولي، حينها قد حزمت حقيبة سفري، صغيرة الحجم كبيرة المحتوى، قاصدًا زيارة أرض الكنانة جمهورية مصر وإلى الإسكندرية عروس البحر المتوسط كانت محطتنا الأولى، وفي ذلك الفصل كانت الأجواء جميلة ومنعشة ولكّي تزور الإسكندرية وضواحيها في هذا الوقت كان عليكَ أن تعمل في حسابك إنك مُقبل على فصل يمتاز بين البرودة والأجواء المعتدلة وكان عليكَ أن تتوشح الملابس الثقيلة كإجراء احترازي؛ لتقي نفسك لسعات البرد القارسة، وبعد أن يبدأ النهار يرخي سدوله وتتوالى النجوم السطوع في السماء شيئًا فشيئا. أخذت سفينة التفكير تموج ذات اليمين وذات الشمال، وفي حين قررنا السكن في شقة صغيرة تحوينا في اليوم الأول، كان بصري معلقًا بذلك الفضاء الذي رمم البيوت القديمة، كنتُ أحدق باستحياء وأتمتم في نفسي متسائلًا هل هذه هي الإسكندرية التي رأيتها في ال...

مقهى كاريبو، حكايات الموكا والباريستا جهاد البلوشي ورفوف الكتب

صورة
  يحيى المعشري 📝 الاثنين ١٩ أغسطس ٢٠١٩م.   أنا وجهاد البلوشي في رواق مقهى كاريبو   ...../////..... دلفت مقهى كاريبو لأول مرة فور إنشاء أول فرع من فروعه في السلطنة في العام 2011م، رفقة الزميل قيس اللواتي وهو أحد المندوبين الذين ينهون معاملات موظفي وموظفات الباريستا حينذاك؛ كأول الزبائن وليس أولهم وهو من عرّفني عليه وعرفني على الباريستا وأهم طرائق العمل لديهم، في هذا العام أحتفظ بذكريات مهمة ومفصلية في تاريخ بعض الدول والشعوب العربية، حيثُ الربيع أو الهلاك العربي يحتفظ في هذا العام بذاكرة الأنين والوجع ووخز المكلومين، ففي هذا العام كنتُ أحد الذين أخذهم الفضول؛ لحضور جلسات ساحة الشعب والاستماع إلى وجهات النظر والمطالبات وسيل من التفاصيل الدقيقة التي بدأت تتلاشى وتنحسر من ذاكرتي وفي بناية بريق الشاطئ في رابية من روابي القرم، بوليفارد بمسماها الحالي ثمة المهد الأول لفروع مقاهي كاريبو التي بدأت تتزايد وبدأ الإقبال عليها يزيد باختلاف الأمزجة والميولات، وكل ما سنحت الفرص وراق لي المزاج أهرع إلى مقهى كاريبو؛ لقضاء سويعات من الوقت؛ لعلني أجد فيها الهدوء والسكو...

العجوز التي نسيت أن تكون فتاة

صورة
  يحيى المعشري 📝 السبت ١٧ أغسطس ٢٠١٩ م ... مشاهدات ومعايشات من أم الدنيا ... شارع طلعت حرب " بعد أن فرغنا من احتساء قهوتنا الصباحية في أزقة القاهرة الساحرة بميدان التحرير، انتبهنا أن النشاط بدأ يدب في سائر أعضاء أجسادنا بعد يوم سبقه قضيناه بين أنياب التعب معتمدين في تجوالنا على مواصلات القرويين، "الأتوبيس ومشروع" وغالبًا كنا نحث الخطى بأقدامنا والأخيرة أكثر ما تثيرني في السفر والترحال؛ ففيها أستطيع اسكتشاف ما لا يمكن اكتشافه أثناء التنقل بالمواصلات وفيها أستطيع معرفة تفاصيل التفاصيل في المدن والضواحي التي أرتحل اليها. القهوة اليوم أتت مفعول السحر فيّ والرفاق؛ ليس لأنها تحتوي على عنصر الكافين المنشط والمواد المنبهة فحسب، بل لأن المقهى يطل على الشارع الداخلي وعلى رواق ضيق يتيح لك المجال للتأمل والتفكر في تطويع الأشياء لخدمة الإنسان، محصورين بين إحدى الأشجار المعمرة وأراجيل الشيشة أشبه بالمصفوفة، هنا رغم الدخان الكثيف المنبعث وجدت بأن الطبيعة تتصالح معنا وتتسامى في أبهى تجلياتها، الكل هنا يتحدث عن السياسة، الكل يستفتح يومنا بأسئلة معتادة "انتوا منين" وعد...