من رواق مجلس الشورى، وسيناريو الأعضاء

 
 
في مشهد دراماتيكي لا يحدث إلا في مسرح أفلام هوليوود الأمريكية وبوليوود الهندية، مكثنا لساعاتٍ متسمرين أمام شاشات التلفاز والبعض يحدق بإمعان إلى شاشات هواتفهم النقالة وآخرون يتجولون عبر منصات التواصل المجتمعية؛ لأننا موقنين بأننا أمام حدث مهم ومرحلة مفصلية ألا وهو المنافسة على رئاسة مجلس الشورى وكلنا أمل أن نرى التغيير الذي تطلعنا ونتطلع إليه وعندما توجهنا إلى صناديق الاقتراع واضعين الحسّ الوطني أمامنا فتذوينا رياح التغيير إلى مرافئ الحياة الجديدة التي بدأت تلوح في الأفق، اعتملتنا هواجس ومشاعر داخلية بأن تكون خياراتنا مفصلية، كان المشهد الأول الذي عملنا عليه واخترناه بمحض إرادتنا وبدأنا نسّوق ونروّج له عبر الحملات الدعائية الانتخابية وقبل أيام طويناه ولكنّ آثاره لا زالت باقية قبل مرحلة الطعون في النتائج والتي تستمر عشرة أيام بعد الإعلان النهائي للنتائج رغم المهازل التي أرهقتنا وأدمت ما بنا من أماني وطموحات وكأننا تناسيناها وأغلقنا صفحاتها وبدأت تطلُعاتنا تكبر وتكبر؛ لأن القناعة باتت مختلفة وأكثر عمقًا عندما صوبنا سهام التغيير في مجلس الشورى باتجاه القيادة واعتبرنا بأن أصواتنا التي بدأت تتعالى وكأننا في منابر تصدح بأصواتِ الوعاظ، هي الأول والأول؛ منادين الأعضاء بأن يكونوا على قدر المسؤولية والثقة على الأقل لدى ناخبيهم إن لم يكونوا على المستوى الوطني وهذا لم نراه في الفترات المنصرمة والدليل تفاقم القضايا وتكالب والإشكالات ونفوق فضائح أعضاء المجلس واستغلال المناصب وتكريس مفهوم الأنا والرأي الواحد، لكنّ وللأسف فوجئنا بأن أصواتنا التي وقفت مهم أثناء الحملات الانتخابية لم تعد مسموعة، نعم لم تعد مسموعة وأقولها بالفم المليان؛ بعد الفوز المتوج بالمقعد البرلماني ولم تعد ذات أهمية فاختفوا تمامًا عن المشهد المجتمعي وانكفأوا على أنفسهم، واليوم وبدون أدنى مسؤولية واعتبار للمطالب الشعبية بعد إعلان الرئيس السابق لفترتين سابقتين يتسابقون على احتضانه والمباركة له وبدى ذلك المشهد من المشاهد المتداولة التي أحزنت الكثرين من الناخبين ووضعتهم في موضع الملام لأنهم كابروا وأصرّوا على اختيارهم للمرحلة وبذلك ولتلك الهنّات الغير مبررة نقولها بألم وحسرة أننا لا نأمل من هؤلاءِ الأعضاء، أي الذين خذلونا، أن يكونوا على قدر المسؤولية وقدر الثقة التي أوليانها لهم ولسنا متحفزين على الأقل في بوادر المرحلة الأولى من فوزهم ولا نأمل أن تكون لهم بصمة واضحة؛ لأنهم فشلوا في أول اختبار شعبي وفشلوا في أن يتنازلوا عن كبريائهم ووعودهم وتكتلاتهم ونرجسيتهم التي تجلّت من خلال صمتهم من بعد الفوز الانتخابي في أول الأمر وثاني الأمر من خلال تسابقهم على احتضان الرئيس الذي يؤكد ميلهم له وانتشاءهم بلحظات النصر وبذلك أضرموا نيران اللامبالاة في خاصرة الناخبين في سابقة لم يكن يتوقعها أشدّ المتشائمين  وقد سبق أن غردت عن ذلك الشبح الهلامي الذي راودني قبيل ساعات من موعد اختيار الرئيس بعبارات موجزة "لا يظن عضو مجلس الشورى أنه الأعرف والأذكى في عشيرته، فالأكتاف التي رفعتك ذات يوم، لن تصمد كثيرًا" نعم لن تصمد كثيرًا ولن تصمد أنتَ يا صديقي أمام التربص المجتمعي الذي يراقب تحركاتك وهمساتك الشوروية في قادم الوقت ولتكن مستعدًا لذلك فالأيام حبلى بالجديد.
 
 
  1.  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات من عينت والشطيفي؛ جولة في تخوم مطرح

من باحة سيدي أبو العباس المرسي إلى بيت ريا وسكينة

بين الشخوص والأمكنة، تجوال في أحياء بلدة بوشر