المشاركات

المعلمة شريفة رفيقة القرآن الكريم في بلدة بوشر بني عُمران

صورة
يحيى المعشري ليست الذاكرة تلكَ القدرة العظيمة على تخزين المعلومات   فحسب بمختلف تصنيفاتها وأحوالها ولا ذلكَ المكتنز الذي يبقى في الدماغ كمعلومات لا تجد ضالتها وإنما هناك حقلٌ آخر استرجاعي وبقدرة ربانية جليلة يستطيع الإنسان عبرَ مراحل العُمر إخراجه وتفريغه للأنام؛ متى ما حانت اللحظة وسنحت الفرص؛ والمسترجع من معلومات هنا ما هو عالق   في ذاكرتي عن أحياء بلدة بوشر، وهذه المرة شخصية لا يمكن أنَّ تمر عليّ مرور الكرام؛ إنّها ذاكرة المعلمة "شريفة بنت خميس الحسنية" القادمة من أكناف جبال مطرح التاريخ وقلاعِها وأبراجِها وحاراتِها إلى تخوم بلدة بوشر وهي الأخرى إرثٌ منسي طاله رحى النسيان والمعلمة "شريفة" هي زوجة "راشد بن سعيد المسروري" رحمة الله عليهما وأدخلهما فسيح الجنان وعندما كنّا لا نزال في خطواتنا الطفولية الأولى؛ نمرح ونلعب في السكيك وبين الأزقة وداخل أروقة "المقاصير" وتتفجر طفولتنا أمام جدران الطين؛ بين عوابي "المهيرمية" و"القطوية" والسكة الصغيرة وهي تشق مقاصير" المرحوم عبدالله بن سليمان الجابري والمرحومان علي وسعيد أبناء ي...

في آنه كافيه مسقط أسافر إلى ما يربو على 134 عامًا من التاريخ

صورة
  يبدو أنَّ فصل الشتاء جميل في بلدنا عُمان إلى حدّ يجعلكَ تحب الحياة وتتفنن في هذا الحب إلى الهيام في كل اللحظات مهما كانت بسيطة وتنظرُ لها بعمق له وقعه على شخصك؛ نفس تلكَ اللحظات لربما يدير لها البعض ظهره وينظر لها بنظرة جافة عابرة وفي صرامة شديدة وبوجه مكفهر وهنا يكمن سر هذا الكون كصفحة منسية في دائرة التباين. أقبلت عليّ جمعة ينايـر الأولى من عام 2024 وكنتُ جالسًا في رواق بناية المدينة في مدينة السلطان قابوس في محافظة مسقط؛ أذعن لحوار جانبي بين ثلة من الجالسين بالداخل، بينهم عددًا من أبناء جلدتي، لديهم أحلامهم وتطلعاتهم ورؤاهم، يستأثرون في دعم المشاريع الشبابية في السلطنة؛ يسايرون من يدعمون المقاطعة للمقاهي الداعمة لدولة الطغيان، أتلمظ قهوة "مقهى أنه" المشتق اسمها من العملة المعدنية التي كانت تستخدم قديمًا في مسقط عُمان خلال عام 1890م قبل أنَّ تمتسح من الذاكرة وبذلكَ آثر القائمين على هذا المقهى اختيار هذا الاسم تأكيدًا أنَّ تاريخهم لا زال جزء منهم فأرخوا أفكارهم بين جنبات المقاهي المنتشرة في أرجاء عُمان؛ بهوية عُمانية وتصميمٌ عُماني يسافر بنا إلى تلك الحقبة الزمنية قبل عق...

في "مج" MUG كوفي أبحث عن محمصة مختصة كظلي

صورة
في مقهى مج كوفي أبحث عن محمصة مختصة كظلي يحيى المعشري ins.yahyamashaari في شتاءات مسقطية لا تشبه الشتاءات الإيرانية وفي وعامٍ جديد مملوء بخيارات أخرى في عالم عشاق الفاتنة السمراء القهوة؛ ثقافة تطير في سماء الأفكار العُمانية وتسبح في لجج بحار عُمان؛ تطوف المحيطات والقارات، تلامس دقل السفائن وأشرعتها، أرخيتُ سمعي إلى قصص أتت من خلف القارات لا تقبل عالم الأساطير الفنتازية ولا تساوم على جدلية الوجود في هذا العالم؛ قولًا وفعلًا وهمسًا؛ أصغيت بإمعان إلى ذلك الصوت المنبعث من خلف المذياع الذي يحمل تنهدات لا تبرح أن تتوارى خلف عالم النسيان، إلى تلك القاعات التي تحتضن الندوات والمؤتمرات والحاضنات؛ قالت المذيعة للضيف بصوتٍ ممزوج بالشك هل هذه الأنواع من القهوة قادرة على الصمود في عالمنا؟ نعم قالتها هكذا وأخذت تكررها وكأني أراه من خلف المذياع يهز رأسه مذعنًا لتلك العبارات المتتابعة عبر الأثير، هل هذه العلامات التجارية قادرة على مقارعة العلامات العالمية القادمة من خلف القارات في رحلة صمود أتت محملة في السفن ببطء؛ لتقول كلمتها الأولى في أوطاننا ونتلقفها طائعين لا نملك خيارات ولا مقارنات، منقادين إلى ...

رسائل ما بعد السفر- تأملات تايلاندية

صورة
يحيى المعشري "لا تتم فائدة الانتقال من بلدٍ إلى بلدٍ إلا إذا انتقلت النفس من شعورٍ إلى شعور، فإذا سافر معك الهم فأنت مقيم لم تبرح" لماذا تُكرر العودة إلى تايلاند يا صديقي "محمد؛ كالوردة الحمراء التي تكبر فينا لنسقيها من رحيق الفراق؛ فنعود إليها؛ نعم نعود إليها بشوق؟ أجاب على وجه السرعة؛ موليًا ظهره ومشرعًا يده إلى السماء ومرخيًا عينيه للأرض في شرود. عبارات أطلقها محمد في مطار "سوفارنابومي" بانكوك وقد بدأ يزم شفتيه ويحرك لسانه ذات اليمين وذات الشمال. في منضدة طائرة طيران السلام تدلت ورقة تذكرة السفر للشاب "محمد" وصورة مستطيلة شفيفة على الجواز الأحمر، كالموج الهادئ على ضفاف بحر أندمان وشواطئ رايلي وآو كوانغ بيب وساري وبرامونج في مملكة تايلاند؛ كالوردة الباحثة عن النور من نافذة سماء العاصمة البهية مسقط؛ ساعات قليلة وتطل من النوافذ على أجنحة الطائرات في خرائط مملكة سيام "تايلاند"؛ فتبزغ ابتسامات أبناء الجد راما الأول فيرا شاكري؛ كأول الاطلالات التي تستقبل بقعة البياض فينا ونحن نعبر القارات- كانت تِلكَ رسائل من شرفة المسافر "محمد"...

سعيد مصلح؛ الموظف الذي ركب أمواج شطآنه

صورة
يحيى المعشري الأحد 2 يوليو 2023مـ يُحكي أنَّ   شابًا يدعى "سعيد مصلح؛ قضى أوقات من سنواته في ممشى ممرات العمل في الخوّار؛ عاقدًا ذراعيه؛ متأملًا في الشارع العام والسيارات القادمة من وراء القارات، يُحدق بانتظام في المباني الشاهقة التي طالما فضّلها مجتمعة في مجمعًا حكوميًا ذكيًا يُنهى فيها المعاملات الكترونيًا   أو كما تنبأ لمستقبل الذكاء الاصطناعي عبر التطبيقات الذكية؛ لتحسين أداء العمل وإنتاجيته عن طريق أتمتة العمليات التي تستغني عن القوة البشرية، إنها الثورة القادمة لا محالة يا سعيد، تضاربت أفكاره بل تحولت إلى هواجس؛ هل سيتغير النظام الصحي والتعليمي والأنظمة الأخرى المرتبطة بهذين النظامين والغير مرتبطة، وهل ستختفي وظائف تعودنا عليها سابقًا ويعيش ممتهنيها قلقًا قادمًا من هذا الفضاء، ينتظر سعيد مصلح الأخبار الجديدة كحال زملاؤه في جلساتهم المعتادة؛ وقد أصبح المشي في هذا الوقت بالتحديد جزءًا لا يتجزأ من روتين حياته اليومي؛ نصف ساعة وقد يمتد به الحال إلى ساعة وتزيد؛ يذرع الممرات بتؤدة وتتخطفه الأفكار التي حاول جدلًا أنَّ يُثنيها عنه ولم يستطع، وفي الشتاء البارد يتعمد سعيد مصل...

هل بتايا مناسبة لحياة التقاعد؟

صورة
مذكرات مسافر إلى مملكة تايلاند   يحيى المعشري الأربعاء ٣١ مايو ٢٠٢٣م درات في ذهني فكرة مجنونة وهي الكتابة عن تايلاند من زاوية المتقاعدين؛ نعم هكذا بدأت الفكرة عندما همّ "بوكر" وهو ألماني الجنسية بالصعود إلى الباص الذي من المرجح أنَّ يقلنا من مطار "سوفارنابومي" إلى المنطقة السعيدة" بتايا وهذا ما حصل بالضبط؛ بعد أنَّ أنهينا إجراءات الحصول على تذكرة صعود الباص من البوابة رقم (٨) وقبل الخوض في تفاصيل الفكرة دعوني أحدثكم قليلًا عن "المنطقة السعيدة" ولماذا هذا الاسم الذي أُطلق على منطقة بتايا على وجه التحديد من السلطات التايلاندية رغبةً منهم في تبديل الصورة النمطية المعروفة عن هذه المدينة وهي "مدينة الخطيئة" وعاصمة الجنس في العالم ولتحسين الصورة وضعوا تمائم على شكل أسماك مبتسمة؛ كما عزفت فرقة من الشرطة موسيقى الروك في أنحاء المدينة” وعلى ضوء هذه التحديات التي ترفد اقتصاد البلاد بالمال أقف في ذهول وفي وجهي "بوكر" وأنا أتأمل مدينة "بانكوك" ونحن ننطلق إلى المدينة السعيدة التي فضّلها "بوكر" عن غيرها من مناطق دول ا...

تشاو فرايا أسطورة أعين مدينة السماء بانكوك التي لا يطالها السهاد

صورة
  يوميات مسافر إلى مملكة تايلاند الورقة التاسعة تشاو فرايا أسطورة أعين مدينة السماء بانكوك التي لا يطالها السهاد يحيى المعشري أدركت أنَّ التجارب في السفر محط اهتمامي في تطوافي هذا وعلمت أنَّ بانكوك اختلفت أسعارها عن السابق؛ فقد باتت الأسعار في ازدياد؛ لذلكَ قررت التنقل عن طريق وسائل النقل التي يستخدمها المحليين وكانت من ضمن الوسائل وهي كثيرة بطبيعة الحال في أرض سيام التنقل عن طريق القوارب والعبارات في الأنهار؛ سواء للتنزه والاستكشاف أو حمل البضائع والمؤن أو للأعمال وهذا الأسلوب يعتمد عليه المحليين في العادة؛ ولا بأس أن يكون نهر تشاو فرايا رغم بساطته تجربتي القادمة في التنقل. في اللحظة التي كنت أجثم بكلتا قدماي على أرصفة أزقة شوارع النانا رود سوكومفيت بأريحية دون قيود الملابس الثقيلة؛ أتخفف بالبرمودا وأحذية الجلد المقلدة؛ أطالع إلى شرفة فندق "جراند لكّي هوتيل" الذي اعتدت أنَّ أقطنه منذ سنوات خلت؛ لاحت لي جلسات السحنات العربية في الرواق الخارجي لمقهى نيفرتيتي وكرك نادية؛ حيث التجمع العربي من مختلف الأمصار العربية، يتبادلون أحاديث السفر والعلاج والسياسة والاقتصاد والتن...