المشاركات

هل بتايا مناسبة لحياة التقاعد؟

صورة
مذكرات مسافر إلى مملكة تايلاند   يحيى المعشري الأربعاء ٣١ مايو ٢٠٢٣م درات في ذهني فكرة مجنونة وهي الكتابة عن تايلاند من زاوية المتقاعدين؛ نعم هكذا بدأت الفكرة عندما همّ "بوكر" وهو ألماني الجنسية بالصعود إلى الباص الذي من المرجح أنَّ يقلنا من مطار "سوفارنابومي" إلى المنطقة السعيدة" بتايا وهذا ما حصل بالضبط؛ بعد أنَّ أنهينا إجراءات الحصول على تذكرة صعود الباص من البوابة رقم (٨) وقبل الخوض في تفاصيل الفكرة دعوني أحدثكم قليلًا عن "المنطقة السعيدة" ولماذا هذا الاسم الذي أُطلق على منطقة بتايا على وجه التحديد من السلطات التايلاندية رغبةً منهم في تبديل الصورة النمطية المعروفة عن هذه المدينة وهي "مدينة الخطيئة" وعاصمة الجنس في العالم ولتحسين الصورة وضعوا تمائم على شكل أسماك مبتسمة؛ كما عزفت فرقة من الشرطة موسيقى الروك في أنحاء المدينة” وعلى ضوء هذه التحديات التي ترفد اقتصاد البلاد بالمال أقف في ذهول وفي وجهي "بوكر" وأنا أتأمل مدينة "بانكوك" ونحن ننطلق إلى المدينة السعيدة التي فضّلها "بوكر" عن غيرها من مناطق دول ا...

تشاو فرايا أسطورة أعين مدينة السماء بانكوك التي لا يطالها السهاد

صورة
  يوميات مسافر إلى مملكة تايلاند الورقة التاسعة تشاو فرايا أسطورة أعين مدينة السماء بانكوك التي لا يطالها السهاد يحيى المعشري أدركت أنَّ التجارب في السفر محط اهتمامي في تطوافي هذا وعلمت أنَّ بانكوك اختلفت أسعارها عن السابق؛ فقد باتت الأسعار في ازدياد؛ لذلكَ قررت التنقل عن طريق وسائل النقل التي يستخدمها المحليين وكانت من ضمن الوسائل وهي كثيرة بطبيعة الحال في أرض سيام التنقل عن طريق القوارب والعبارات في الأنهار؛ سواء للتنزه والاستكشاف أو حمل البضائع والمؤن أو للأعمال وهذا الأسلوب يعتمد عليه المحليين في العادة؛ ولا بأس أن يكون نهر تشاو فرايا رغم بساطته تجربتي القادمة في التنقل. في اللحظة التي كنت أجثم بكلتا قدماي على أرصفة أزقة شوارع النانا رود سوكومفيت بأريحية دون قيود الملابس الثقيلة؛ أتخفف بالبرمودا وأحذية الجلد المقلدة؛ أطالع إلى شرفة فندق "جراند لكّي هوتيل" الذي اعتدت أنَّ أقطنه منذ سنوات خلت؛ لاحت لي جلسات السحنات العربية في الرواق الخارجي لمقهى نيفرتيتي وكرك نادية؛ حيث التجمع العربي من مختلف الأمصار العربية، يتبادلون أحاديث السفر والعلاج والسياسة والاقتصاد والتن...

سلطان الطائر الذي حلق على أعتاب بتايا

صورة
 يو ميات مسافر إلى مملكة تايلاند الورقة الثامنة يحيى المعشري سلطان الطائر الذي حلق على أعتاب بتايا شمسٌ بعيدة تتوارى بين جنبات مثلث مارين في بتايا؛ تُطل علينا كالخائف من المجهول؛ هذا يحدث عادةً في هذا الفصل من هذه الشهور بين فبراير ومارس؛ ففي صبيحة التاسع والعشرين من فبراير كانت الساعة قد تجاوزت منتصف النهار والشمس لا زالت تتوسط كبد السماء أو كأنها كذلك؛ سمعت صوتًا يأتيني من الأمام وكأنه سراب في المدى البعيد؛ كُنتُ ممددًا قليلًا؛ أستجمع قواي من الجلوس الطويل؛ أستمع لحوارٍ دار بيني و"يوسف" من دولة الإمارات العربية المتحدة وهو من المتيمين بأرض سيام وقد طاف جزرها وبحارها وشواطئها وتعرف على الكثير من مكوناتها وعاداتها وتقاليدها؛ لقد زار جواهر تايلاند كما كان يسميها أي الجزر التايلاندية ومدنها وقراها وأريافها ومنها بتايا هذه وبانكوك وتشنجماي وبوكيت وساموي وهواهين؛ كما تعرّف على العديد من الشخصيات في هذه الأرض؛ انتبهت للصوت القادم فإذا به يطلق سؤالًا عابرًا على حين غرة قائلًا بلكنة محلية عُمانية " ما شيء تمرين في الشاطئ اليوم؟ وبدون أدنى تفكير عرفت أنه أحد الأصدقاء الذين تشا...

في شاطئ بتايا بين بؤساء هوجو وأضواء النهار

صورة
يحيى المعشري ٢٤ أبريل ٢٠٢٣ م هل قرأتم يومًا رائعة هوجو البؤساء لتتعرفوا على شخصياته وأحجياته وسردياته وطريقته في تقليب الأمزجة والتنقل بين الأمكنة؛ هل تابعتم حكاياته العالمية في قصص الشعوب وتسمرتم أمام الشاشات أيام وليالٍ وتملكتكم حالة من ذلكَ الشعور الخفي الذي يقلب أوراق الماضي بكلِ تفاصيله؛ حكاياته وآلامه وفرحه؛ هل زرتم يومًا بقعة في الزقاق المجاور لمنزلكم أم خارج الإقليم الذي تنتمون إليه ونظرتم إليه بعينِ الفاحص الذي يدقق في تفاصيل التفاصيل ويقلب الصفحات فيعيد قراءتها بعينٍ ممعنة وشعور مدقق؟ هكذا كنت أفكر وأنا أتأبط رواية البؤساء في حضرة شاطئ بتايا خلال رحلتي التي امتدت أسبوعين متنقلًا بين جزر السعادة في مملكة تايلاند؛ كنتُ أقرأ صفحة وأجيل نظري في الأرجاء لأقرأ أهم الصفحات وأتساءل ما الذي أجبر فانتين البائسة للجوء إلى طريق الضياع؛ ذلك الطريق الموغل إلى حياة المتعة الزائفة والبؤس الحتمي؛ إنها مهنة البغاء والدعارة إحدى أقدم المهن على مر التاريخ؛ حاولت فانتين أن تستجمع قواها لتواصل رسالتها كأم بتوفير النقود للحفاظ على ابنتها كوزيت مع عائلة تيناردييه، هل تتبدل المبادئ في حياتك بتبدل أوض...

شخصيات من ذاكرة فريق المنتصر الرياضي الثقافي بولاية بوشر

صورة
شخصيات من ذاكرة فريق المنتصر الرياضي الثقافي بولاية بوشر كتب: يحيى المعشري لا يبقى في الذاكرة سوى ما نريد نسيانه" فيودور دوستويفسكي قبل أن أطرق أبواب الذاكرة لشخصيات جميلة لم تمر مرور الكرام في حياتنا فحسب ولم تكن مجرد حروف نخطها في السطور وفي الدفاتر المنسية؛ ولا بعثرات من هنا وهناك؛ ولا مجرد حلم يصحو عند هجران النعاس؛ إنّها شخصيات مطرزة بسوسن الحزن والوجد وحنوط الفراق؛ لقد بدأها أبا حسن الأخ العزيز جمعة بن مسلم السعدي رئيس فريق المنتصر الرياضي الحالي ولاعبه المميز وعلامته الفارقة سابقًا؛ حينما همس في أذني كلمات لم تتجاوز الدقيقة في لقاءٍ عابر بملعب نادي بوشر الرياضي بمناسبة بطولة قدامى لاعبي بوشر في ليالٍ رمضانية نورانية؛ لقد كان حديثًا محملًا بالكثير من المعاني لا يمكن اختزاله في كلمات؛ حديثًا حملني أمانة الكتابة؛ لقد كان من السهل عليّ الكتابة عن شخصيات تعيش بيننا الحياة، نلعب ونلهو ونسافر ونختلف؛ نتحاور ونتناقش ونطير كأسراب الطيور في الأرجاء؛ لكن من الصعب ومن الصعب جدًا البوح عن ذاكرة من رحلوا عن حياتنا لكنها الكتابة ذلك الصوت الداخلي الذي أراده الأخ جمعة السعد...

على مروج المسافات لمعبد بوذا الكبير أتفرس الراهب في تل براتومناك

صورة
  ي وميات مسافر إلى مملكة تايلاند الورقة الخامسة على مروج المسافات لمعبد بوذا الكبير أتفرس الراهب في تل براتومناك يحيى المعشري دأبت على مواصلة سيري بتؤدة بعد أنّ تركت الرجل العجوز وزوجته المسنة وقد شَعرتُ بالحسرة عليهم؛ أنفاسٌ مكتومة وحشرجة تصدر منها؛ لأنهم لم يكملوا الوصول إلى المعبد فقد كانوا في شبابهم فراشات حالمة تعيش على بقعة الضوء وقد كانوا يستطيعون قضاء ما يريدون دون الالتفات لعامل السن- سرعان ما تبددت الحسرة إلى واقع كلنا نعيشه؛ المراحل العمرية تلكَ تأتينا جميعًا؛ طالما لا زلنا ندب على الخليقة؛ نشاهد في المرايا مراحل تبدل وجوهنا وتغير اللون الأسود في شعرنا فيعشعش فيه البياض كزهرة بيضاء سقطت على الأرض نخفيها حتى لا تتطاير مع نسمة هواء عابرة؛ فلا يجب أنّ نقلق . * الأرواح التي اعتادت القلق تظن أنّ الطمأنينة فخ* دوستويفسكي لقد تركت أثرهم خلفي متتبعًا أحد المسارات العلوية المرصوفة والأشجار الظليلة تحفني وكان لوجود الأشجار تلكَ سلوى وعزاء؛ نظير ارتفاع حرارة الجو ومن المؤسف أنني لم أعتمر قبعة تقيني وهج الصيف وحرارة الجو؛ شعرت بنشوة تسري في أوصالي؛ فها أنا على بعد خطوات...