المشاركات

نستولوجيا الرقابة الصحية. سيد أبو العلا عليوة عرّاب الرقابة الصحية"

صورة
يحيى المعشري @ysk243  وكنتُ كمن يدلق حرفًا في بركة الأبدية حينما نظرت إلى سيد أبو العلا عليوة وهو مصري الجنسية أتى إلى عُمان من أرض الصعيد الوجه القبلي ويطلق عليه اسم وادي النيل هكذا بخبرنا ويكيبيديا في محرك البحث عن صعيد سيد الذي وفد إلى عُمان في العقد الثاني من النهضة العُمانية- وهكذا كان سيد حينما فتحت عينيّ على أولى أركان العمل في المديرية العامة للرقابة الصحية قبل أنَّ يضاف إليها ركن الصرف الصحي وفيه أحاول أنَّ أستجمع ما يمكن الكتابة عنه من خلال الحصول على معلومات ذات قيمة مضافة بدءًا من إدارة المهندس هلال السناني رجل الإعلام القادم من المملكة المتحدة بعد رحلة دراسية، وانتهاءً بإدارة المهندس وليد الكثيري وتلاه المهندس أنور الزدجالي والفريق المعاون، كان سيد يعمل في قسم مكافحة نواقل الأمراض بدائرة الصحة الوقائية وهو من أوائل الأقسام التي دخلتُ فيها روحًا وفكرًا وهيامًا ففيه تعرفت على الأخ العزيز زكريا البلوشي والزميل محمد الناعبي وفيه تعرفت على المهندس علي الهنائي الذي اختار العمل في حضن وظيفي آخر وفيه تعرفت على المهندسة لمياء البلوشية وآخرها المبدع المهندس مازن الكلباني، ولا يم...

نوستالجيا الرقابة الصحية "لقاءات أسبوعية في نهارات العمل" (الحلقة الأولى).

صورة
يحيى المعشري الثلاثاء ٣٠ مارس ٢٠٢١مـ تويتر @ysk243  .../////... من شرفة الذكريات أراجع صفحات هذه النوستاليجا، أستدعي الماضي؛ لا لتقليب المواجع وإعادة شريط الذكريات ولكن لأنتشي معكم بمصاحبة بقايا صور وأمكنة وشخوص عشنا معهم رهطًا من الزمن، نبعثر سوسن الحلم الراقد في الأرواح. وقبل أنَّ أطرق أبواب الرقابة الصحية في البلديات أمعن النظر في وجوه تتدلى من شرفة الفرح؛ بعضها رحلت إلى التقاعد والأخرى تقاسمت معنا الأدوار في مجتمع وظيفي آخر رأت فيه بوابة أخرى لخدمة الوطن، هي الوجوه الفرحة، الوجوه الصامتة، ووجوه أخرى متجهمة لكنها كانت بيننا، لا يمكن أنَّ تغمض عينيك وتحدق للمستقبل دون أنَّ تتعلم من ماضيك وما مر على قصاصات كتابك اليومي؛ أي كان نوعها وظروفها؛ في هذه السطور دعوني أُبحر معكم في عالم الحنين، دعونا نسبــر أغوار الأمس لعلنا نلامس شغاف قلوبنا المليئة بتراكمات السنين. دعونا نتساءل بجنون الصمت ولهفة الدفء وحنين اللقاء بعد فراق. أشعر بشيء يشبه الموسيقى المكتوبة تخرج من مداد حبري وأنا أنظر إلى مبنى البلديات، أسرح مع خيالاتي إلى اللاشيء؛ إلى الطريق المؤدي إلى مقر عملي، أُدير مقود سيارتي كيفما...

معالي رئيس مكتب الوزيـر

يحيى المعشري ✍🏼 @ysk243  أعلم أنَّ البعض يستغرب من العنوان ويود أنَّ يفهمه من أول وهلة، نعم؛ معالي رئيس مكتب الوزير؛ قد يعلم من عاش في أروقة وزاراتنا من هو وما الدور الذي يمارسه فوق أعمال الوصف الوظيفي المناطة له، مليء المجتمع الوظيفي بالأحداث الغريبة والعجيبة؛ نتيجة غياب المنظومة الحقيقية التي تقوم عليها المؤسسات؛ وكم من الأفعال والأحداث التي تُمارس في أروقة هذه المؤسسات وليست السواد الأعظم بطبيعة الحال ولكنّها موجودة وجميل أنَّ نتشارك الرأي حيالها. يُخبرني أحد الأصدقاء أنّه وخلال سنوات عمره الوظيفي لم يقابل الوزراء الذين يعمل معهم في ذات المؤسسة؛ عدا مرات قليلة ويذكر أنّه رأى الوزير الفلاني بالقرب من المصعد الكهربائي وكان مجرد سلام عابر؛ لأن رئيس مكتب الوزير لا يعطي المجال لأحد للحديث معه؛ بحجة أنَّ الوزير مشغول ويستطرد صديقي بحلاوة كلامه المبحوح والمغمور بالغصة أخذت على نفسي عهدًا أنَّ لا ألجأ إلى أي وزير يأتي إلى هذه المؤسسة؛ طالما هنالك حواجز يضعها من يُعرف باسم "رئيس مكتب الوزير" وأردف يقول: وكانه يُخرج الكلام من جيوبه الأنفية بصعوبة وما هذا الحديث الودي بيننا عدا متنف...

قرية العلياء الجنة المفقودة بين سفوح الجبال.

يحيى المعشري @ysk243  ........  كان الحديث عن الأماكن السياحية؛ بالأخص التي تحوي على مسارات جبيلة محط اهتمام لدينا نحن الذين اعتادوا أداء تمارين فترة العصيرة وكان يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع أحد خياراتنا لسبر أغوار الطبيعة بتجلياتها، كنّا نقرأ جمال الطبيعة قبل ولوج المسارات الجبلية- البداية كانت في جبال مسقط وهي لا تقل صعوبة عن مثيلاتها من جبال، هذه المرة آثرنا الخروج من شرنقة مسقط؛ دانة الخليج إلى الفضاء الفسيح في ربوع بلادنا الحبيبة عُمان، فورًا أطلق ناصر الجابري اقتراحه لكسر روتين أجواء مسقط إلى خارجها وكان اختيارنا هذه المرة "قرية العلياء" بوادي بني خروص في ولاية العوابي التي جمعت بين جمال الطبيعة وكتب التاريخ وأخبار الأئمة والعلماء والشعراء والأدباء والكتّاب والكثير من القصص والأخبار المتواترة خرجت من بين هذه القرية وما جاورها من قُرى، دلفنا قرية العلياء بعد أنَّ تفرسنا الصفحات الالكترونية في محرك البحث العالمي جوجل؛ فاخترنا الطبيعة في واقعها أكثر مما رأينا في الفضاء الافتراضي، كان وصولنا لـ"قرية العلياء" متأخرًا نوعًا ما؛ الساعة تشير إلى التاسعة والنصف صباح...

على طاولة بسطة مجان؛ أبحثُ عن فهد الصقري؛ ليقرأ لي فنجان البسطة.

صورة
يحيى المعشري @ysk243  لا تعتد بالأيام الظاهرة أمامكَ وأنتَ تبحث عن مكانٍ يمتاز بالخصوصية وإن كان في حضرة الحشود البشرية الذين يُقبلون على مثل هذه النوعية هذه الأمكنة، تسكن سماوات مختلفة وأطباعٍ متباينة؛ وأنا أحدهم حينما أعرجُ على "بسطة مجان" مجددًا بعدَ سنوات بحلته الجديدة في وسط مساحة شاسعة في قلب الخويــر؛ النبض الحيوي للعاصمة الجميلة مسقط وتدعي "الخوير سكوير" وهي ابنة لا يمكن أنًّ أُطلق عليها البكر لبنات المجموعة العقارية "بيت بيان للاستثمار" وكانت الانطلاقة لـ "بسطة مجان" في الخوير هي البدء الأول لهذه المساحة المكتظّة بالأبنية والمداخل المصممة بطريقة عصرية، رائحة الطرقات، بهجة الليل الموشح بأنوار المصابيح،كأحزمة من نور، وجوه العابرين تلفحهم نسائم الصباحات المشرقة،  انتقضت اللحظات ومرت الليالي والأيام والشهور وبدت "بسطة مجان الكحل الموارب لي في أغلب مساراتي وأنا أخترق الخوير بتؤدة جيئةً وذهابًا، أُطلق عنان قدماي حينًا وتسكنني لجّة مشاعر وأنا أحدق إلى الشرفات والكراسي والممرات المتناهية؛ كأضواء البيت من الشارع المفضي إلى الداخل...

يوم سلطانة؛ رحلة البحث عن الجذور؛ من ضواحي موسكو إلى الكابيتول.

صورة
  يحيى المعشري   @ysk243  من قرية غلا بـولاية بوشــر، من جبل حيد وإطلالاته السامقة على بساتينها وروافد أفلاجها، يُبحرُ بنا خيال الشاب الواعد معاذ بن خلفان الرقادي عن دار لبان للنشر في سبعة عشر فصلًا؛ ليرسخ حضوره ككاتب ومخترع رغم الإعاقة البصرية في سلسلة روائية ضمّت 248 صفحة؛ هامت بناء بين الواقع والخيال؛ بين التاريخ والأمكنة، سفرٌ حزمت معه أمتعتي؛ عبر قراءاتٍ متقطعة لـمجموعة من الكتب؛ بين الفلسفة والتأريخ؛ حرصتُ على تدون أحداثها؛ أرجأت أغلبها وبدأت أسبــر أغوار هذه التشويقة الروائية للشاب "معاذ الرقادي"؛ كان عليّ أنَّ ألتقط أنفاسي؛ وأتلمظ قهوتي المسائية؛ بعدما علمتُ أنَّ الكاتب في هذه الرواية خاض تجربته الأولى؛ فباكورة الأعمال عند الكتّاب تبدأ بخطوات متتابعة؛ الأيسر فالأيسر؛ إلا أنَّ الكاتب "معاذ الرقادي" ولنقل الروائي في رواية "يوم سلطانة" هذه أراد بنا الإبحار من أعماق المحيطات بخياله الواسع الذي أعادني إلى تفاصيل وأحداث تاريخية مهمة؛ بقالبٍ مشوقٍ ومثير؛ عبر تنقله بالشخوص والمدن بأدبٍ روائي مغايــر عن قراءاتي السابقة في أدب الرواية؛ لقد استطاع الكاتب بحنك...

نصر الطائي؛ العطر الذي لا تغيب رائحته

صورة
يحيى المعشري @ysk243  لازلت أتابط كتاب روّاد الصحافة العُمانية؛ حينما مررت بين ثناياه على شخصيات صُنفت على أنَّها من الروّاد في هذا العالم المحفوف بالمخاطر، وبعد أنَّ فرغت من كتابة أجزاء من سيرة الطائر الحر عبد الله بن محمد الطائي؛ كان عليَّ أنَّ أقلب صفحات الكتاب؛ فإذا بي أغوار في شخصية أخرى من عائلة الطائي؛ إنه شقيق الأول وما أشبه اليوم بالبارحة، تركت اسم الرائد القادم ينتظر أنَّ أبدأ رحلتي القرائية معه فإذا بي أطلب من البارستا فنجانًا آخر من النوع الثقيل؛ نهضت واقفًا أسأله عن رغبتي المحمومة في احتساء القهوة المرة، فالرابط بين الاسمين ووجودي على طاولة بمقهى "الكندل" وهو يُطلق عِنانه على أمواج شاطئ القرم، مسديًا نسائمه العابـرة على طيور النوارس وفيه شقت قدماي رحلة جميلة من مسيرتي وصادفتُ شخصيات وأحداث وتهادت على مسامي خيلا ترانيم وضعتها بين اللطيفة والغير محببة، لم أشأ أنَّ أترك فنجان قهوتي ينساب في عروقي قطرات قطرات قطرات، اندلقت بعض قطرات القهوة على ثيابي وتمتمت في سري؛ ليتني لم أخرج من البيت، ليتني لم أُدير مقود سيارتي هذا الصباح، وفي ذات الوقت لم أشأ أنَّ أترك شفتاي تتل...