المشاركات

معالي رئيس مكتب الوزيـر

يحيى المعشري ✍🏼 @ysk243  أعلم أنَّ البعض يستغرب من العنوان ويود أنَّ يفهمه من أول وهلة، نعم؛ معالي رئيس مكتب الوزير؛ قد يعلم من عاش في أروقة وزاراتنا من هو وما الدور الذي يمارسه فوق أعمال الوصف الوظيفي المناطة له، مليء المجتمع الوظيفي بالأحداث الغريبة والعجيبة؛ نتيجة غياب المنظومة الحقيقية التي تقوم عليها المؤسسات؛ وكم من الأفعال والأحداث التي تُمارس في أروقة هذه المؤسسات وليست السواد الأعظم بطبيعة الحال ولكنّها موجودة وجميل أنَّ نتشارك الرأي حيالها. يُخبرني أحد الأصدقاء أنّه وخلال سنوات عمره الوظيفي لم يقابل الوزراء الذين يعمل معهم في ذات المؤسسة؛ عدا مرات قليلة ويذكر أنّه رأى الوزير الفلاني بالقرب من المصعد الكهربائي وكان مجرد سلام عابر؛ لأن رئيس مكتب الوزير لا يعطي المجال لأحد للحديث معه؛ بحجة أنَّ الوزير مشغول ويستطرد صديقي بحلاوة كلامه المبحوح والمغمور بالغصة أخذت على نفسي عهدًا أنَّ لا ألجأ إلى أي وزير يأتي إلى هذه المؤسسة؛ طالما هنالك حواجز يضعها من يُعرف باسم "رئيس مكتب الوزير" وأردف يقول: وكانه يُخرج الكلام من جيوبه الأنفية بصعوبة وما هذا الحديث الودي بيننا عدا متنف...

قرية العلياء الجنة المفقودة بين سفوح الجبال.

يحيى المعشري @ysk243  ........  كان الحديث عن الأماكن السياحية؛ بالأخص التي تحوي على مسارات جبيلة محط اهتمام لدينا نحن الذين اعتادوا أداء تمارين فترة العصيرة وكان يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع أحد خياراتنا لسبر أغوار الطبيعة بتجلياتها، كنّا نقرأ جمال الطبيعة قبل ولوج المسارات الجبلية- البداية كانت في جبال مسقط وهي لا تقل صعوبة عن مثيلاتها من جبال، هذه المرة آثرنا الخروج من شرنقة مسقط؛ دانة الخليج إلى الفضاء الفسيح في ربوع بلادنا الحبيبة عُمان، فورًا أطلق ناصر الجابري اقتراحه لكسر روتين أجواء مسقط إلى خارجها وكان اختيارنا هذه المرة "قرية العلياء" بوادي بني خروص في ولاية العوابي التي جمعت بين جمال الطبيعة وكتب التاريخ وأخبار الأئمة والعلماء والشعراء والأدباء والكتّاب والكثير من القصص والأخبار المتواترة خرجت من بين هذه القرية وما جاورها من قُرى، دلفنا قرية العلياء بعد أنَّ تفرسنا الصفحات الالكترونية في محرك البحث العالمي جوجل؛ فاخترنا الطبيعة في واقعها أكثر مما رأينا في الفضاء الافتراضي، كان وصولنا لـ"قرية العلياء" متأخرًا نوعًا ما؛ الساعة تشير إلى التاسعة والنصف صباح...

على طاولة بسطة مجان؛ أبحثُ عن فهد الصقري؛ ليقرأ لي فنجان البسطة.

صورة
يحيى المعشري @ysk243  لا تعتد بالأيام الظاهرة أمامكَ وأنتَ تبحث عن مكانٍ يمتاز بالخصوصية وإن كان في حضرة الحشود البشرية الذين يُقبلون على مثل هذه النوعية هذه الأمكنة، تسكن سماوات مختلفة وأطباعٍ متباينة؛ وأنا أحدهم حينما أعرجُ على "بسطة مجان" مجددًا بعدَ سنوات بحلته الجديدة في وسط مساحة شاسعة في قلب الخويــر؛ النبض الحيوي للعاصمة الجميلة مسقط وتدعي "الخوير سكوير" وهي ابنة لا يمكن أنًّ أُطلق عليها البكر لبنات المجموعة العقارية "بيت بيان للاستثمار" وكانت الانطلاقة لـ "بسطة مجان" في الخوير هي البدء الأول لهذه المساحة المكتظّة بالأبنية والمداخل المصممة بطريقة عصرية، رائحة الطرقات، بهجة الليل الموشح بأنوار المصابيح،كأحزمة من نور، وجوه العابرين تلفحهم نسائم الصباحات المشرقة،  انتقضت اللحظات ومرت الليالي والأيام والشهور وبدت "بسطة مجان الكحل الموارب لي في أغلب مساراتي وأنا أخترق الخوير بتؤدة جيئةً وذهابًا، أُطلق عنان قدماي حينًا وتسكنني لجّة مشاعر وأنا أحدق إلى الشرفات والكراسي والممرات المتناهية؛ كأضواء البيت من الشارع المفضي إلى الداخل...

يوم سلطانة؛ رحلة البحث عن الجذور؛ من ضواحي موسكو إلى الكابيتول.

صورة
  يحيى المعشري   @ysk243  من قرية غلا بـولاية بوشــر، من جبل حيد وإطلالاته السامقة على بساتينها وروافد أفلاجها، يُبحرُ بنا خيال الشاب الواعد معاذ بن خلفان الرقادي عن دار لبان للنشر في سبعة عشر فصلًا؛ ليرسخ حضوره ككاتب ومخترع رغم الإعاقة البصرية في سلسلة روائية ضمّت 248 صفحة؛ هامت بناء بين الواقع والخيال؛ بين التاريخ والأمكنة، سفرٌ حزمت معه أمتعتي؛ عبر قراءاتٍ متقطعة لـمجموعة من الكتب؛ بين الفلسفة والتأريخ؛ حرصتُ على تدون أحداثها؛ أرجأت أغلبها وبدأت أسبــر أغوار هذه التشويقة الروائية للشاب "معاذ الرقادي"؛ كان عليّ أنَّ ألتقط أنفاسي؛ وأتلمظ قهوتي المسائية؛ بعدما علمتُ أنَّ الكاتب في هذه الرواية خاض تجربته الأولى؛ فباكورة الأعمال عند الكتّاب تبدأ بخطوات متتابعة؛ الأيسر فالأيسر؛ إلا أنَّ الكاتب "معاذ الرقادي" ولنقل الروائي في رواية "يوم سلطانة" هذه أراد بنا الإبحار من أعماق المحيطات بخياله الواسع الذي أعادني إلى تفاصيل وأحداث تاريخية مهمة؛ بقالبٍ مشوقٍ ومثير؛ عبر تنقله بالشخوص والمدن بأدبٍ روائي مغايــر عن قراءاتي السابقة في أدب الرواية؛ لقد استطاع الكاتب بحنك...

نصر الطائي؛ العطر الذي لا تغيب رائحته

صورة
يحيى المعشري @ysk243  لازلت أتابط كتاب روّاد الصحافة العُمانية؛ حينما مررت بين ثناياه على شخصيات صُنفت على أنَّها من الروّاد في هذا العالم المحفوف بالمخاطر، وبعد أنَّ فرغت من كتابة أجزاء من سيرة الطائر الحر عبد الله بن محمد الطائي؛ كان عليَّ أنَّ أقلب صفحات الكتاب؛ فإذا بي أغوار في شخصية أخرى من عائلة الطائي؛ إنه شقيق الأول وما أشبه اليوم بالبارحة، تركت اسم الرائد القادم ينتظر أنَّ أبدأ رحلتي القرائية معه فإذا بي أطلب من البارستا فنجانًا آخر من النوع الثقيل؛ نهضت واقفًا أسأله عن رغبتي المحمومة في احتساء القهوة المرة، فالرابط بين الاسمين ووجودي على طاولة بمقهى "الكندل" وهو يُطلق عِنانه على أمواج شاطئ القرم، مسديًا نسائمه العابـرة على طيور النوارس وفيه شقت قدماي رحلة جميلة من مسيرتي وصادفتُ شخصيات وأحداث وتهادت على مسامي خيلا ترانيم وضعتها بين اللطيفة والغير محببة، لم أشأ أنَّ أترك فنجان قهوتي ينساب في عروقي قطرات قطرات قطرات، اندلقت بعض قطرات القهوة على ثيابي وتمتمت في سري؛ ليتني لم أخرج من البيت، ليتني لم أُدير مقود سيارتي هذا الصباح، وفي ذات الوقت لم أشأ أنَّ أترك شفتاي تتل...

أنا ومحمد الطائي على عتبات قلعتي نزوى وبُهلاء في مقهى كوكب الشرق بالخويـــر.

صورة
هل هي أغاني الشتاء لأم كلثوم التي تغمر عشاق المساء بهجة وهدوء في عاصمة النيل القاهرة على ضفاف نهرها الممتد؛ رغم ضجيج الأقدام البشرية التي لا تهدأ ولا تنام، أم هي جلسات عروس البحر المتوسط؛ إسكندرية الحالمين على عتبات مقاهي ليالي الحلمية وشارع طلعت حرب أو حي شرق سان ستفانو والأزاريطة، هل هي ليالي الشتاء التي تتركك تعيد الزيارات كرات وكرات في عاصمة الجمال مسقط العامرة وهي ليالي الندف الشتوية التي تأتينا؛ خجولة؛ منزوعة من البرودة التي تشهدها عواصم العالم في أصقاع المعمورة. إنها أطلال كوكب الشرق بقلم إبراهيم ناجي  ودندنات رياض السنباطي وصوت أم كلثوم الذي أخرجته للعالم العربي السيدة بكل أحاسيسها وخلجات قلبها ولواهيب عواطفها، ذلك الشجن الذي أمطرتنا به سيدة الغناء العربي فأخرجته لنا فنًا خالدا؛ لا زال يتراقصُ على أنغامهِ عشاق الشتاء في مصر والخليج. "هل رأى الحب سكارى مثلنا كم بنينا من خيال حولنا ومشينا في طريق مقمرٍ تثب الفرحة فيه قبلنا وضحكنا ضحك طفلين معًا وعدونا فسبقنا ظلنا". هكذا كنا نتبادل الحديث معًا أنا والصديق محمد بن مرشد الطائي الذي جاهد النفس للوصول إلينا وقد زارته وعكة صح...

من خِدر القشاش والأيام وبوشر نستعيد ذكرياتنا في البيت التركي بالخوير.

صورة
يحيى المعشري ✍🏼 @ysk243  كالعادة ومنذ زمنٍ بعيد، بعيد جدًا جدا؛ لا يتخيل البعض كم هو سريع هذا الزمن؛ دأبنا على الالتقاء المسائي وعلى  فترات متفاوتة؛ تارة متباعدة وتارة متقاربة؛ بحسب الظروف الملائمة التي تتناسب والحالة المتوافقة مع ظروف اللقاءات؛ كنّا في السابق حينما نقرر أنَّ نُعد العدة للقاء نحتاج إلى مزيد من الوقت ومزيد من التنسيقات التي تنفر منها ساعة الزمن وغالبًا الشخص الذي يتعهد أو يتكفل بالتجهيزات هو الذي يتحمل العبء الزائد عن البقية وهو الذي عليه أنَّ يوقظ الضوء من شرفة النوافذ المفتوحة وهو الذي عليه أنَّ يضحي بالقليل من وقته وقد يكون الكثير بحسب الذكاء والعِلاقات التي يتمتع بها؛ للتحضير لهكذا تجمعات، وكنّا حينًا آخر نتجمع على ردهة غاية في البساطة في بوشر؛ نلملم الوقت الضائع ونمحو المشرئبات التي تواجهنا في يومنا ونقوض المسافات المتململة في تجمعات لا تعترف بالوقت؛ عدا التواقيت التي تسبق عتمة الليالي وفيها أشجان وتحنان وضحكات لا زالت حديث الوقت والساعة رغم تبدل الأيام، أما في عصر المجموعات الواتسابية تغير الحال وتبدلت طريقة التحضيرات وأصبحت قائمة الرفقاء الذين يرغبون أو...