من خِدر القشاش والأيام وبوشر نستعيد ذكرياتنا في البيت التركي بالخوير.

يحيى المعشري ✍🏼
@ysk243 
كالعادة ومنذ زمنٍ بعيد، بعيد جدًا جدا؛ لا يتخيل البعض كم هو سريع هذا الزمن؛ دأبنا على الالتقاء المسائي وعلى  فترات متفاوتة؛ تارة متباعدة وتارة متقاربة؛ بحسب الظروف الملائمة التي تتناسب والحالة المتوافقة مع ظروف اللقاءات؛ كنّا في السابق حينما نقرر أنَّ نُعد العدة للقاء نحتاج إلى مزيد من الوقت ومزيد من التنسيقات التي تنفر منها ساعة الزمن وغالبًا الشخص الذي يتعهد أو يتكفل بالتجهيزات هو الذي يتحمل العبء الزائد عن البقية وهو الذي عليه أنَّ يوقظ الضوء من شرفة النوافذ المفتوحة وهو الذي عليه أنَّ يضحي بالقليل من وقته وقد يكون الكثير بحسب الذكاء والعِلاقات التي يتمتع بها؛ للتحضير لهكذا تجمعات، وكنّا حينًا آخر نتجمع على ردهة غاية في البساطة في بوشر؛ نلملم الوقت الضائع ونمحو المشرئبات التي تواجهنا في يومنا ونقوض المسافات المتململة في تجمعات لا تعترف بالوقت؛ عدا التواقيت التي تسبق عتمة الليالي وفيها أشجان وتحنان وضحكات لا زالت حديث الوقت والساعة رغم تبدل الأيام، أما في عصر المجموعات الواتسابية تغير الحال وتبدلت طريقة التحضيرات وأصبحت قائمة الرفقاء الذين يرغبون أو تسمح ظروفهم في التجمع المسائي أكثر سهولة ويسر؛ تُخفف على المتعهد بالتنسيق لهذه التجمعات الاتصالات الفردية والرسائل النصية التي لا تشفع لها شركات الاتصالات المحلية؛ فتخرج الفاتورة قاصمة للظهر وباعثة للندم لولا حميمية اللقاءات التي تطفئ نيران الفواتير الجائرة، ثمة تجمعات نقوم بها بين الفينة والأخرى؛ للرحلات وتجمعات للزيارات أيُ كان نوعها وأهميتها وتجمعات لممارسة الرياضة وتجمعات أخرى تشمل التحضير للسفر خارج المعمورة في الفضاء الآخر بعيدًا عن القطر المحلي؛ نطلُ من على أجنحة الطائرات بأحجامها، تفزعنا المطبات الهوائية في أعالي أعالي السماوات، نمارس فيها أحجية الخروج من الملمات والمعكرات الوقتية؛ في رحلة البحث عن السعادة بعيدًا عن البيئة والمكان الذي نحن إليه دائمًا وأبدا، وحتى لا أخرج عن لب الموضوع أعود لأعرج إلى اللقاءات المسائية التي عكفنا للتمسك بها قدر الإمكان؛ رغم ما يشوبها في بعض الأحيان من الفتور وضعف الهمة وأسباب أخرى لا تستحق الذكر وتذوب عند أي لقاء حميمي نتحدث فيه عن كثير من الذكريات وتبقى الشخصية المهمة في هذه التجمعات هو الشخص المبادر؛ الذي يسعى لالتمام الشمل وإذابة الرواسب الناجمة عن البعد الزمناكي؛ سواء بالمبادرة المباشرة أو غير المباشرة وهناك طرق كثيرة اعتمدناها في مجموعتنا  والتي أطلقنا عليها "جروب القشاش" قبل أنَّ يتبدل إلى حضارة الأندلس وفيه ارتبطنا بشخصيات من السحنات الآسيوية ارتباطًا ميتينا، والقشاش هو مقهىً ببلدة بوشر؛ مقابل مستشفى مسقط الخاص؛ عُرفت به هذه المجموعة  بين أوساط الشباب المقربين؛ حتى أنشأنا مجموعة في الفضاء الافتراضي تنداح تحت هذه الاسم وبحسب معجم المعاني اسم القشاش يعني الذي يقش أو يلمّ التبن أو من يلتقط الشيء الحقير من الطعام فيأكله وقد يكون من ضمن الأسباب التي أدت لتغيير الاسم من مالكه السابق هذا السبب أو ارتأى التغيير والتغيير سنة من سنن الكون الفسيح وفطرة في النفس البشرية التي تتوق إلى الجديد والتبدل من حالٍ إلى حال؛ كما يتخلص المُعدم من الأسمال وهكذا عمدت كبريات الشركات العالمية والماركات المشهورة وهكذا نحن وعلى مدار السنوات المتعاقبة نحافظ على هذه السنة الحسنة في التجمعات واللقاءات المليئة بالمرح والخارجة عن العتاب واللوم الذين يفضيان إلى الاحتقان وعدم تقبل الآخر كما يحدث في بعض المجوعات التي لا تفرق بين الخلافات الشخصية واحترام اللقاءات الجماعية فتأتي مشحونة ومحتقنة وتدلق ما تشاء من قبيح الكلام الذي لا يأتي بنتيجة إيجابية، نهرع إلى أماكن التجمعات التي تضمنا فنغفر لكل من تأخر بعضًا من الوقت؛ سواء لظرفٍ طارئ يتعرض له البعض؛ لأسباب خاصة وهكذا دواليك، نومئ بالإيجاب عند كل اقتراح يصب في صالح اللقاءات وإن كنّا لا نتمكن بالمشاركة لطارئ أو عارض فجائي؛ فنتحسف على عدم المشاركة وكأننا نقف على صدع جبلٍ أوشك على الانهيار، ينضم إلينا أحيانَا رفقاء جدد ساقتهم الأيام لكي يكونوا معنا فيتم الترحيب بهم بحفاوة ويكونوا ضمن فريق القشاش ونستكمل اللقاءات في الليالي الشتوية الحالمة في هذه الأيام الديسمبرية ونوقد مدفأة أردنا إيقاظها ذات وقت في سوق المباركية؛ إلا أنَّ مسرحية كورونا هذه تبحث أكثر منّا عن المصل الذي شارفت ساعته الأخيرة ونستمر وتستمر اللقاءات الحميمية لمجموعة القشاش طالما كنّا نتنفس أهمية هذه التجمعات.

الجمعة  4 ديسمبر 2020
جلسة يوم الخميس ٣ ديسمبر ٢٠٢٠م 
في البيت التركي بالخوير. 
جلستنا في مقهى ملك الأسماك 
إطلالة لجروب القشاش من ربوة شاهقة على قرية العقر في نيابة الجبل الأخضر 
فلج الخطمين 
في باحة مسفاة الشريقيين في قرية الروس في نيابة الجبل الأخضر 

جبل حيد بقرية غلا بولاية #بوشر 
في دبي متجهين إلى قوارب خور دبي 
. من محطة سيدي جابر في الإسكندرية 
. حارة السيباني في نيابة بركة الموز 
مقبرة الموتى أهرامات الجيزة بالقاهرة 
في قارب مرسى المهاجر في الموج 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات من عينت والشطيفي؛ جولة في تخوم مطرح

من باحة سيدي أبو العباس المرسي إلى بيت ريا وسكينة

بين الشخوص والأمكنة، تجوال في أحياء بلدة بوشر