المشاركات

أخدود الغدق وتجوال الزمان

صورة
أخدود الغدق وتجوال الزمان يحيى المعشري 📝 ysk24@hotmail.com   تطواف لم يستغرق أكثر من عشر دقائق في ربوع الطبيعة في أحد أحياء بلدة بوشر، ستعرفونه حال رؤية زوايا الصور ـأو قراءة ما بين السطور، فلتحزموا الأمتعة فموعد الإقلاع قد حان.. هيا معي أيها الرفاق. ........... غادرت جال صبيحة هذا اليوم ودنوت من عناق اللحظات وكلي شوق إلى رؤيتها بعد عشية يومٍ ماطر وبعد أن انزاحت غمامة السيول العرمة التي أحدثت ما أحدثت من تكسير وتدمير للبنية التحتية التي تفزع من رشة مطر كفزع الطفل من الأشباح في يومٍ مظلم حالك السواد، وفور أن أوقفتُ سيارتي بجوار مزرعة الربة؛ تواريت خلف شجرة كثة مليئة بالأحراش وانتظرت لحظات من الوقت أتأمل المياه التي بدت تجري بين الحجارة بانسيابيه تامة.   يبدو أنها الأخرى شهدت حروب ضارية؛ تلاطمت معها وتحركت في غير مواقعها المعتادة وهي التي صمدت عقود من الأزمنة، أزحت عدسة هاتفي الهواوي وقررت أن تكون جولتي الصباحية مختلفة لهذا اليوم عن سابقتها من أيام وفور رؤيتي تلكم المشاهد بعد وأبل هطل عليها لم أقاوم المناظر الملهمة التي دائما ما تدفعني لالتقاط صور أخرى تتكرر ف...

شارع الخطايا بالخوير

  يحيى المعشري ysk24@hotmail.com     بينما كنتُ برفقة أحد الأصدقاء من الدول المجاورة في رابية من روابي الخوير في العاصمة مسقط، وبينما كنتُ أهم على مغادرة أحد المقاهي المجاورة لفندق هوليدي إن، إذ بعدد من السيارات التابعة لإحدى الجهات الأمنية، ينزل منها عدد من الأفراد وبيدهم الهروات الغليظة، كانوا في هيئة مريبة للمار من الشارع، لربما هنالك جريمة ارتكبت وهو وأنا في ذات المكان؛ إذن الخطر يحدق بنا، وكنت ومن معي نحملق والحيرة بادية في محيانا، لحظتها أردت أن أخبئ سبب مجيئهم إلى ذلك الشارع وكنتُ أحاول أن أداري عن السوءات التي تخرج من تلك البقعة، الصديق في بادئ الأمر احترم مشاعري وقولب وجهه إلى زاوية اصطفاف السيارات وقال والبرود يشع من عينيه هيا نذهب إلى وجهتنا فالليل قد شارف على الانتصاف، عندها امتلأت ملامحي بالألم وعلامات الاستفهام والتعجب مطبوعة على جبيني، كيف لي أن أجيبه والنساء يعرضن أنفسهن على الجانبين من الشارع، ذات اليمين وذات الشمال، كيف لي أن أخبره بأن عُمان إلى يومنا هذا لم تستطع أن تخرج من نفق المؤمسات المظلم الذي سيلطخ التاريخ الناصع وسيروَ ذات يوم في قصة أو روا...

المرأة العُمانية سلطانة بسبغة أكتوبرية

صورة
  المرأة العُمانيبة سلطانة بسبغة أكتوبرية هرولت باتجاه الوطن والشوق يسوقها إلى المجهول، امتشقت الجمال الساكن به وأزاحت التحديات وما يحدُ مضيها، توشحت عباءة الأخلاق ومِعطف الوطن، رافقها ثلاثً وأربعاً وأكثر من ذلك، تهفو إليه براحة كف ممزوجة بحس الولاء، لكنها راحت في دربها تتأبط العالم بحب، ذلك المجهول لم يثنيها عن مواصلة السير وملاحقة الركب كما كانت تحلم، حدقت إلى الأعلى بأريحية وراحت تتأمل كبد السماء في رابعة النهار، وطوت عتمة المساء الحالكة، وارتشفت من معين الوطن الشوق وهامت تسبحُ في عوالم الفرح بشغف، كيف وما الذي ساقها إلى ذلك يا تُرى؛ رغم أن المسير طويل والدرب تعتريه معتركات والناس يرفلون إلى الحياة كلٌ بطريقته التي يرى، أسئلة حائرة وضعَتها في دواخلها، قبل أن تمسح تلكم المرايا الضبابية وتمسد على عبق زهرة الباتشولي اليانعة لتشتم ريحها.. إلى أن سارت وسار معها ذلك الهاجس المتقد، يقودان دفة واحدة، يمتطيان الوطنية على هودج الوطن، يرتحلان على ركب الأيام إلى البناء والإعمار، ولأن اليوم هو يومها الذي شُرفت به، تحركت بقامة سامقة إلى المعلوم منذ بزوغ عصر النهضة المباركة؛ ...

سدرة المقضمانية في قلهات وتجبيرة سالم بن عديم في حلة الصفة بغبرة بوشر

صورة
  دنوتُ من سدرة المقضمانية التي عاشت ألق السنين، شأنها شأن السدر التي تستهوي البقاء في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، عشنا معها أجمل تفاصيل حياتنا، كانت لا تنكفئ على ذاتها ولم تتوسد "الدّك" المُرمى على أثدائها بكراهية وبغض.. وعندما نُقبل عليها في نهاراتنا المشمسة؛ عندما نفارق إناء القهوة المشعشعة التي تعدها نسوة الحيّ في تباريح صباحاتنا الجميلة، كنا نمرق بيوت الطين الراسخة في الحيّ، كنا نشاهد تفاصيل الجدران المُتعبة التي أرهقتها السنين، نرتحل في يومنا إلى عدة وجهات أرخاها لنا القدر، في ذات يوم تلفع الحيّ ضمور المكان ولواهيب الغربي، الشمس بدت وكأنها عالقة في منتصف السماء؛ رغم أن الصباح لازال في بواكيره، ولأن القدر الذي أراد لنا توديع القهوة على القِدر؛ هو ذاته من أراد لنا الذهاب إلى سدرة المقضمانية والتي تنبت ثمارها الخالية من النوى.   وفي غمرة اللحظات التي لم أضعها في الحسبان ولم تكن ضمن أجندتي اليومية، خرجتُ من قمقم السكون وضمور المكان إلى شقاوة الطفولة الموغلة في بواطن المغامرة وحب الغير مرغوب من الأحداث، فعمدت على تسلق سدرة المقضمانية حالي حال القرناء، كنتُ وغ...

عزيز الحسني بين الشورى ورهانات الأراضي

صورة
رحلة البحث عن أرض.. عزيز الحسني بين الشورى ورهانات الأراضي.. رحلة شبه يومية يقضيها سعادة عزيز الحسني ممثل ولاية بوشر في الشورى بين أروقة مكاتب الإسكان وبين دهاليز جدران الشورى، والتنمية وعدد من المؤسسات إن لم تكن جُلها، متابعا ومخلصا ما يتمكن من قضاؤه وراجعا بيدٍ خاوية على ما لم يتمكن من انهاؤه في رحلة مكوكية يومية شوروية أحس بها من لامس الجهد والعمل في شخصه رغم الملمات التي هزت أركان الثقة بين المجلس والمواطن. في جبالك تتحرك نخوة الولد البار، ومن هضابك تنجلي مشرئبات الدهر، ويصحو باكرا وتصحو معه أحلام الأم الرؤوم التي لازمت الجدار ردحا من الدهر، وتزغرد بعد عودتك إلى البيت وتصفق بحرارة الأفران؛ لتنسل منها بهجة يسبقها عناق لا يفارق كبار العشاق.   وعند عودتك للبيت بعد مقارعة جدران القرارات والوية الحصون المدججة بالدبابات، عليك أن تقاوم أيادِ العسكر والهراوات؛ لتضيع بين قوانين الناس وما وراء الناس، وتعزو النفس بدعاء الأمهات والجدّات، وفي كل صباح يسيل من مآقيها الأمل، وفي نيل المطالب تتراءى وكأنها بلقيس في قصور العاج، وامض لترى ما كان بالأمس سرا...

حبيسة المطر

صورة
حبيسة المطر همسات ضائعة أضعها بين أنامل الدكتورة "عائشة الغابشية" بعد أن غادرت وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه اليوم الإثنين 30 نوفمبر 2015 م.   ...عندما تشرق شمس صباح يومٍ جديد ويعلن الفجر أفول خيوطه، حتى نبدأ صباحاتنا المشرقة كشروق تلكَ الأرواح الصادقة، أرواح ندين لها بجيش من العواطف ونغدقُ عليها سيل من الودِ والحب، هكذا هي الحياة سفينة تحملنا إلى مرافئ الأمل بين دفة الموج الهائج وتلاطمه ورسوها إلى شط البحر بأمان. وكما أن النقيض يعيش بيننــا فإن الوحيّ الجميل القادم يجعلنــا أكثر إشراقاً وطمأنينة، أكثر القاً وصفاءً، أكثرُ نقاءً ومحبة. قد يعلن أديم الليل سدوله وتغيب شمس الصباح في كلِ يوم، قد تأفل ساعات الصفاء وتتلاشى بين الأحباب، لكن ثمة شيء يبقى خالداً، شيء يحيق المشرئبات العالقة في نوائب الزمن، (علاقاتنا، نقاء سرائرُنا، صفاؤنا، صدق مشاعرنا ونفوسنا الطاهرة التواقة لرؤية الحب الساكن في تلك الأفئدة.. كلها تتجمع لتشكل ملحمة من التواد، يطبع جمال من يجمعنا في يومِ عمل جديد بين أروقة المكاتب المكتظة. تهل علينا خيرات الصباح الباكر بنسائمه الهانئة وروائحه ال...

صالح الرزيقي أكسجين البلديات الذي نتنفسه برئتين

صورة
توقيع" شهادة شخصية أقدمها للزميل العزيز صالح الرزيقي، ما خطه قلمي القزم أمام قامة مجيدة بشهادة الجميع، ليست إلا رحلة قلم ضائعة لا تعرف من الحياة سوى التوهان وسبر أغوار الكتابة، شهادة صدق في حق شخصيات عايشتها في حياتي. .................. كتب يحيى المعشري ysk24@hotmail.com ................. من بواكير الصباح تتتابع خطوات الزملاء والزميلات أمام شاشة دمغ البصمة التيبي ون ذائعة الصيت الصافنة أمام نافورات سويسرا السامقة وكلهم شوق ورغبة في قضاء سويعات العمل بين أحضان أجهزة الفوجستو والأتش بي والسامسونج لإنهاء معاملات المواطنين في ثغور الوطن العزيز، ويأتي صالح الرزيقي كصلاة، كترنيمة تُلهب الروح، فقد سابق الزمن وسابق الندماء في وزارة البلديات في هذا وذاك، يأتي صالح إلى مقر عمله من بواكير الفجر قبل أن تنتشر أسراب الطيور إلى وجهتها؛ وشوقه فاق السيل العرم الذي جلجل أصوات الإذاعات والشاشات المتلفزة العُمانية؛ عندما أعلنت ساعات الإنذار حالات التأهب لقدوم الضيف الغير مرحب به مكونو، فهب الكل لنداء الواجب من جبل الحريم في مسندم إلى جبل سمحان في محافظة ظفار. يفِدُ الزملاء وا...