شارع الخطايا بالخوير


 يحيى المعشري
ysk24@hotmail.com

 

 بينما كنتُ برفقة أحد الأصدقاء من الدول المجاورة في رابية من روابي الخوير في العاصمة مسقط، وبينما كنتُ أهم على مغادرة أحد المقاهي المجاورة لفندق هوليدي إن، إذ بعدد من السيارات التابعة لإحدى الجهات الأمنية، ينزل منها عدد من الأفراد وبيدهم الهروات الغليظة، كانوا في هيئة مريبة للمار من الشارع، لربما هنالك جريمة ارتكبت وهو وأنا في ذات المكان؛ إذن الخطر يحدق بنا، وكنت ومن معي نحملق والحيرة بادية في محيانا، لحظتها أردت أن أخبئ سبب مجيئهم إلى ذلك الشارع وكنتُ أحاول أن أداري عن السوءات التي تخرج من تلك البقعة، الصديق في بادئ الأمر احترم مشاعري وقولب وجهه إلى زاوية اصطفاف السيارات وقال والبرود يشع من عينيه هيا نذهب إلى وجهتنا فالليل قد شارف على الانتصاف، عندها امتلأت ملامحي بالألم وعلامات الاستفهام والتعجب مطبوعة على جبيني، كيف لي أن أجيبه والنساء يعرضن أنفسهن على الجانبين من الشارع، ذات اليمين وذات الشمال، كيف لي أن أخبره بأن عُمان إلى يومنا هذا لم تستطع أن تخرج من نفق المؤمسات المظلم الذي سيلطخ التاريخ الناصع وسيروَ ذات يوم في قصة أو رواية أو مقال عابر من أحد الذين يمرون بجوار هذا الشارع أو أحد الذين تستهويهم الجلسات في المقاهي وستكون الصفحة الناصعة البياض بين الأوراق البيضاء ملطخة، كيف لي أن أقدم له الدعوة بأن نتجول مشيا على الأقدام بين ردهات الخوير وهي السمة المفضلة لديه عندما يكون في العاصمة مسقط، عقدت حاجبيّ وغمغمت في صرامة وأخذت أحدث نفسي، ترَ ما السبيل إلى إبعاد شبح الدعارة من الطرقات العامة في العاصمة مسقط وعلى مرأى ومسمع الجميع وفي مواقع مختلفة، تلاشت المشرئبات العالقة وتبددت سحابة الشتاء المشبعة بزخات المطر ونسمات الهواء العليل في هذا الفصل الذي يفسخ الصيف عباءته ليلتبس الشتاء، لا كما تفسخ تلك النسوة أسمالهن التي نراها في بعض أروقة الخوير العامة، عندها وقفتُ مشدوها، مستفكرا في الكيفية والطريقة الحقيقية التي تبعد هذا الشبح عن بلدي العزيز وتنقي العاصمة الجميلة مسقط من وحل الدعارة!

الثلاثاء 30 أكتوبر 2018م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكايات من عينت والشطيفي؛ جولة في تخوم مطرح

من باحة سيدي أبو العباس المرسي إلى بيت ريا وسكينة

بين الشخوص والأمكنة، تجوال في أحياء بلدة بوشر