المشاركات

من القناطر إلى المنزفة أتجول في الفراغ بين قرى وأفلاج ولاية إبراء

صورة
جولات في ربوع عُمان يحيى المعشري يدرك الإنسان متأخرًا أنَّ شيئًا ما في حياته يستحق التضحيات وهذا الأمر لا يعدو مجرد شيئًا عابرًا كما يظن البعض وإنما أمرٌ يستحق وكل طريق يقطعه في سبيل أنِّ يشكل هذا الأمر جزء من ذلك المشهد ويشكل المشهد في داخله شيئًا راسخًا يتذكره مع الأيام وقد يرويه لأحدهم يومًا ما قصة أو حكاية مروية من شرفة الذاكرة أو يرسله نصًا كما أفعل الآن في بريد الأيام. دسّ أحدهم في جيبي تذكرة حضور نهائي كأس صاحب الجلالة لم تكن مجرد مباراة بين لاعبين وحضور جماهيري غفير وأرضية ملعب خضراء؛ بل هي تفاصيل أخرى تعبث بأوراق المشاعر وعالم من التحدي بين الأخوة الأضداد؛ حضرتُ كغيري في مشهدٍ ملون في مجمع ولاية إبراء؛ كان قلبي معلقًا كالجرم بين هذا الفصل والفصل الأهم وهو زيارة المعالم التاريخية في هذه الولاية أخذت التذكرة ودخلت حينها مواقع البحث لأسترجع ما قرأت وما علق في ذاكرتي عن أهم الأعلام الذين تشرفوا وتشرَفت بهم هذه الولاية العريقة وهي واحدة من المراكز التاريخية والعلمية التي لا يأتي ذكر ولاية من ولايات عُمان إلا وكانت حاضرة؛ فهي في الجانب الديني والأدبي موطن العديد من الأئمة والأدباء ...

كالشاعر أختصر القافية في كيمبي سماكي زنجبار

صورة
يوميات مسافر إلى زنجبار "أندلس أفريقيا". يحيى المعشري رغم أنَّ أجواء ديسمبر في زنجبار هذا الموسم ارتفعت فيها حِدّة الحرارة وهي على غير العادة كما كان يدلق عليّ "ناصر" وهو من الذين عاشوا في زنجبار بهوية عُمانية؛ فهو لا يزال يرتدي الزي العُماني ويعتمر الكمة تمامًا كما عرفته قبل سنوات أسوة بالكثيرين ولا يخفى عليكم أنني أرى فيه كل شيء يذكرني بالحضور العُماني منذُ عهد السلطان سعيد بن سلطان البوسعيدي سلطان عُمان وزنجبار إلى آخر السلاطين من أحفاده وهو السلطان جمشيد بن عبدالله آخر سلاطين زنجبار من آل سعيد وهو قصة أخرى محيرة تغازل لب الباحثين في التاريخ الذين يهمهم كشف الحقائق ونبش ما يمكن نبشه. أخذ ناصر يحدثني عن حرارة الجو فيما كانت تشغلني أحداث كثيرة قرأتها في الكتب عن حياة العُمانيين في الشطر الأفريقي بين حياة المجد والازدهار إلى النهاية المأساوية؛ قلتُ لـ "ناصر" لا بأس عليك تبدو الأجواء لطيفة وعلى المستوى الشخصي سأتكيف معها، للعلم قلت له سأغادر في الغد "كيمبي سماكي" لأختار مقر السكن الجديد في المدينة الحجرية "الستون تاون" فاليوم فرصة لاس...

إليكِ زنجبار نشد الرحال

صورة
يوميات مسافر إلى زنجبار "أندلس أفريقيا". يحيى المعشري كلما أحاول التملص من اللحظات السابقة التي لا زالت عالقة في مخيلتي أعود مجددًا لتحديث بياناتي في سجل الزيارات إلى بر الزنج "زنجبار" كيف أتى قرار زيارة هذه الجزيرة التي هام فيها أسلافنا ذات وقت وتركوا الوطن الأم ولا زالوا يتقاطرون عليها بين الفينة والأخرى؛ بين مؤيدٍ ومعارض؛ فقد شارفت العاصمة مسقط على موسم الشتاء الجميل ولا يمكنني أنَّ أغادرها طالما هي بهذه الأناقة فقد مرت عليّ معلومة من أحدهم أنَّ مسقط هي أجمل العواصم في الشتاء بينما أراها هي الأجمل على الإطلاق هل بسبب مولدي وارتباطي التاريخي بها أم ثمة سببٌ آخر- لا يهم المهم أنني أراها هكذا. في إحدى الليالي الديسمبرية خرجت من مهد طفولتي بلدة "بوشر" إلى منطقة الخوير وكلاهما في العاصمة العُمانية مسقط؛ فإذا بصديق السفر خالد العنقودي يعرض عليّ اقتراح مشاركته زيارة زنجبار وهو العارف بشؤونها وقد تردد عليها كثيرًا، بادرته بالإيجاب؛ لأسبابٍ كثيرة أهمها أنَّ الناقل الوطني "الطيران العُماني" أطلق عروض مغرية إلى وجهات كثيرة منها زنجبار تبقى عليَّ أنَّ أ...

من فومن إلى ميدان شهرداري نحث الخطى إلى أصفهان

صورة
يوميات مسافر إلى إيران يحيى المعشري في السادس عشر من مايو صحا "ناصر" باكرًا كعادته قبل أنَّ يعبث الضوء بآخر النجمات ومن شرفة الفندق استهل إطلالاته على الحقول الخضراء حاثًا إيانا على أداء صلاة الفجر؛ على المستوى الشخصي وفي الأسفار التي يصحبني فيها "ناصر" أُوكل له مهمة مواقيت الصلوات؛ فقد تزاملنا في عدة سفرات إلى عديد من الدول في عدد من القارات أولى خيوطها في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ فمملكة تايلاند وجمهورية مصر العربية وجمهورية أذربيجان في منطقة القوقاز وفي الخليج دولتا الكويت والإمارات العربية المتحدة والأخيرة وبسبب القرب الجغرافي تناوبنا على زيارتها كثيرًا؛ إضافة للرحلات الداخلية في ربوع سلطنة عُمان من أقصاها إلى أقصاها وكان "ناصر" المبادر الذي يحثنا على عدم تفويت الصلوات في أوقاتها. يمضي المرتحل في سفره إلى حيث يشاء؛ حيث المتوقع وغير المتوقع، يصمت تارة ويتحدث كثيرًا ويقابل هذا وذاك وفي كلِ الأوقات يسافر كورقة خفيفة تطوح بها الرياح على حافة الطرق وبين الأحراش وفي المسالك والدروب؛ لكنه يعود إلى حيث سكونه وهدوءه؛ حيث يجد للصلاة مكانًا في تطوافه؛ أليس...

في ماسولة نطوي آخر صفحات محافظة كيلان.

صورة
يوميات مسافر إلى إيران يحيى المعشري دخلنا بين الغابات الخضراء في محافظة كيلان في الشمال الإيراني يرافقنا الرذاذ المتطقع وتؤنسنا الخيول التي تقطع جنبات الطريق وهدهدات ندية عبقة بالمطر؛ بعد أنَّ أنهينا جولتنا في قلعة رودخان التاريخية واعدًا نفسي أن أمنحها مزيدًا من الوقت في قادم الأيام إن شاءت الظروف وسنحت الفرص؛ فأمامنا ستًا وأربعون كيلو مترًا وهي المسافة التي نلملم فيها ما تبقى من وقت قبل الوصول إلى قرية "ماسولة" الساكنة تحت سفوح جبال طالش؛ طالبين من السائق الإسراع ونحن نعلم أنَه أحرص منّا للوصول في أسرع وقت ولم نشأ أنَّ نسأله عن السبب وراء ذلك؛ لإدراكنا أنَّ أمامه التزامات أسرية تحتم عليه العودة باكرًا وبفضول المستكشف والنرجسية الساكنة في المسافر الباحث عن تفاصيل الجمال دون إعارة لأهمية الوقت للآخر، خيّم الصمت في أرجاء السيارة في حين بدأ "ناصر" يمطرنا بأسئلته عن سر كثرة السياح العراقيين في مدن وأرياف إيران في بلد مليء بالظواهر والأسرار التي يصعب علينا عدّها وحصرها في زيارة عابرة. قاطعته بعد أنَّ تبادلنا نظرات سريعة دون أنَّ ينبس أحدنا ببنت شفة ضاغطًا على محرك الب...