المشاركات

إلى إيران نتصفح أولى الدفاتر

صورة
 إلى إيران نتصفح أولى الدفاتر الفكرة والقرار... يوميات مسافر إلى إيران يحيى المعشري في يومٍ من أيام الشتاء البارد في العاصمة العُمانية مسقط؛ كنّا جالسين في أحد المقاهي في منطقة الخوير؛ وهي منطقة يغلب عليها الجاليات العربية والأجانب؛ بعد أن كانت من المناطق التي يسكنها أبناء جلدتنا فيما مضى فأضحوا قلة قليلة؛ في زاوية غارقة في السكينة في هذا المقهى؛ أخذنا نتبادل أطراف الحديث؛ فإذا بأحد الأصدقاء يسألني عن منطقة شيراز وقد استفتح سؤاله بإحدى التغطيات لي عن زيارتي الأخيرة إلى هذه المدينة الضارب جذورها في عمق التاريخ وهي مركز محافظة فارس فأحلت سؤاله إلى سؤالٍ غير مباشر مستفهمًا حديثي لماذا لا نزورها سويًا ثم نتجه إلى العاصمة طهران فالشمال الإيراني وإن سنحت الظروف نتجه إلى شيراز معرض حديثنا هذا وهي درة تاج الحضارة والتأريخ كما كنتُ أستفتح حديثي عنها في تغطياتي يا صديقي، انطبعت ابتسامة خفيفة على وجهه مجيبًا؛ نعم هكذا كُنتَ تتحدث عنها؛ تبادلنا نظرات سريعة في حين كان المكان يضج بجموعٍ بشرية غالبيتهم ليسوا عُمانيين رَبّت على كتفه متسائلًا؛ أترى هذه الأجواء المحيطة في هذا الشتاء البارد؛ تحسسها ج...

هيا نغرق في مياه "ناخون نايوك" الريف التايلاندي

صورة
يوميات مسافر إلى مملكة تايلاند يحيى المعشري "هناك نوع من السحر في الذهاب بعيدًا ثم العودة متغيرًا" كيت دوغلاس ويغين هل تؤمن بالصدف في السفر وهل كل شيء يمضي وفق التخطيط المسبق، أم أن هنالك المتوقع وغير المتوقع؟ كان ذلك هو أحد الأسئلة المطروحة في رحلتي مع أصدقاء من ولاية بوشر إلى مملكة تايلاند؛ حينما حط رحالنا في منطقة بتايا في مقاطعة تشونبوري قادمين من العاصمة التايلاندية بانكوك كان الأمر لا يعدو أن يكون محض صدفة بعد أن أرخت محطتنا الأولى نسائمها في جزيرة بوكيت جوهرة الجنوب التايلاندي وهي واحدة من أجمل الرحلات؛ نعم من أجمل الرحلات ولا يعني هذا أن بقية الرحلات ليست جميلة أو لا تدخل في ذائقة الجمال؛ بل على العكس كل رحلاتي التي شددت لها الرحال تميزت بأحداثها وأمكنتها وشخوصها وذكرياتها؛ تنمو في حقل ذاكرتي وتتسع باتساع الحلم وقصائد مذكراتي على دفاتر السفر.  كان اليوم الثاني لنا في منطقة بتايا وقد شارف أن يدب الملل على الأصدقاء وهذا الأمر أعده طبيعي خاصة أننا استنفدنا أغلب الجولات السياحية في هذا الشطر التايلاندي الأكثر رواجًا لعشاق السهر والصخب في مملكة تايلاند ومن المهم أن نوز...

أرض السمر- حارث الشريقي

صورة
تدوين - يحيى المعشري لا يكفي أن تكون على قيد الحياة؛ بل يجب أن تكون على قيد الأمل؛ في السطر الأول من خاتمة "أرض السمر" رحلة على خطى الأجداد من أرخبيل زنجبار وصولًا إلى البحيرات العظمى الإفريقية، أتممت قراءة هذا الكتاب بتلذذ؛ نعم بتلذذ فقراءة كتب أدب الرحلة كقراءة الروايات؛ فهي تنقلك إلى عوالم لم تزرها وقد لا تتمكن من زيارتها لكنك تتعرف عليها من خلال هذا التطواف القرائي؛ كتاب "أرض السمر" هو باكورة أعمال الرحال العُماني حارث الشريقي، لقد أتممته كما أتممت احتساء آخر رشفة قهوة في أحد مقاهي العاصمة العُمانية مسقط- كم هو شعورٌ لحظي جميل وعميق في ذات الوقت أشعر به وأنا أقلب صفحات كتاب "أرض السمر" بهذه اللغة الجميلة المتناغمة والمتسقة في السرد، إن الصفحة (199) هي خاتمة هذا الكتاب الذي سافرت معه دون تكبد عناء السفر ولا حجز تذكرة ولا حمل جواز سفري العُماني عند أقرب "بوردينج" ولا أتعابي المادية عدا قهوتي التي أرتشفها بحب وهي لم تغب عن بال الرحال حارث الشريقي إذ قال في عنوان الصفحة الأخيرة لـ "أرض السمر" القهوة أيضًا سفر حثيث، تحدث عن ستّات الشاي...

في شارع فيتشابوري كالمزن نهطل على "بوابة المياه" براتونام

صورة
يوميات مسافر إلى مملكة تايلاند- بانكوك يحيى المعشري أرتحل في أسواقها بين الزحام وبين الشبابيك والجدران وشرفات القلوب المطلة على الطرقات كل ما دقت ساعات شدّ الرحال، أمرُ على الوجوه المتعبة والمترعة بالحياة ووجوه تمثل دور "آل باتشينو" العرّاب الذي لا يعبأ بأحد ووجوه أخرى تمثل دور العرّاب الروحي بشخصيته التي تنأى عن دوافع الخوف والقلق... في رحلة طويلة دامت زهاء اثنا عشرة ساعة قضيناها في القطار بين سكك الحديد متنقلين من العاصمة التايلاندية بانكوك إلى وردة الشمال التايلاندي "شنجماي"، كانت تلك الرحلة في عام 2007 وهو العام الذي شهد الكثير من المتغيرات في خارطة السفر بالنسبة لي ولأن خيارات التنقل إلى مدن وأرياف وقرى مملكة تايلاند متاحة حسب الرغبة ونوعية الخدمة التي توافق حساباتك الشخصية؛ أخذنا نتحدث عن سوق "براتونام" وعن أهمية زيارته وأهمية أن نسكب عطر الحياة اليومية في قنينة البوذا المنتصب بين جنبات شوارع بانكوك وكأي الأحاديث العابرة عن الأماكن التي زرناها سابقًا أو نفضل زيارتها في قادم الوقت كان حديث سوق "براتونام" لا زال راسخًا في ذاكرتي إلى اللحظ...

في منطقة بانغلامفو؛ نتتبع سديم خواسان رود (حيّ الرحالة)

صورة
يوميات مسافر إلى مملكة تايلاند- بانكوك يحيى المعشري خرجنا ذات صباح نرتاض على ضفاف تشاو فرايا- كان ذلكَ في أيام صيفية من ينايـر الذي بدأ يرسل أشعة الشمس على بريد الجباه المتعبة وحين العودة مررنا على محل فاطمة شوب" نبتاع قليل من المراهم التي تُصنع محليًا ويُقبل عليها أبناء المنطقة؛ كأيقونة تايلاندية في نانا؛ على أنَّ نتناول وجبة الغداء في مطعم "البتراء" الشهير بمطعم "أبو دبة" وفور الانتهاء قلتُ لزملائي "فهد الجابري" و"ناصر الرحبي" هَلُمَّ نذهب إلى هذا الشارع في هذا الحيّ؛ كنتُ أفتح صفحة في هاتفي من محرك البحث بها بعض الصور القديمة، فأجالوا ببصرهم إلى هاتفي يمعنون النظر لعل المكان هذا يرضي فضولهم- كنّا نقضي يومنا الثالث في العاصمة التايلاندية بانكوك؛ قادمين من جزيرة بوكيت لؤلؤة الجنوب التايلاندي- تبادلنا نظرات سريعة ودون أنَّ ينبس أحدهم ببنت شفة في بادئ الأمر فعقب "ناصر" قائلًا: هل هو بعيد عن النانا وعلى أي وسيلة نقل سنقصده وأهمها هل زرته سابقًا وإذا كان بالقرب منّا في هذه المنطقة من بانكوك لا نحبذ المشي في هذه الأجواء الحارة؛ أجب...