المشاركات

متى تُوزع أراضي "أمهات الوطن" يا وزارة الإسكان

صورة
  يحيى المعشري الثلاثاء ١٥ فبراير٢٠٢٢١م  . وزارة الإسكان والتخطيط العمراني   هذه سطور أسردها بعد أن سحبت وزارة الإسكان أرض والدتي وذلك لعدم تقبلها موقع الأرض في منطقة جحلوت التي تفتقر للخدمات الأساسية وقتئذ وانتظار الإفراج عن موضوع أراضي بوشر العالق؛ أين لا أعلم أين- لكنني سأكتب عملًا بالقول "أن البُرج الوحيد الذي يصل إلى السماء هو القلم. لم أشأ أن أكتب عن أشياء تخصني أو تخص أحد أفراد العائلة لكنني سوف أنقل تجربة حصول والدتي على أرض سكنية في أرضٍ تُقدر قيمة الإنسان وهي تجربة حقيقية لا أريد منها استعطاف ولا تزلف، فالأمر لا يخصني على المستوى الشخصي ولا يمكنني أن أحكم عليه؛ لأن المعني به هو والدتي ولها حرية التعبير عن ما يختلج مشاعرها؛ بحصولها على أرض من عدمه هي تجربة ليست من بنات أفكاري بقصد إخفاء الحقائق بقدر الحقيقة المؤلمة التي بدأتُ أقرأها في وجهها كل صباح وهي تطلب مني ومن إخوتي قائلة: راجعوا موضوع الأرض؛ حدّثوا الوجيه الفلاني؛ لأن صوته مسموع أو اذهبوا إلى الشيخ الفلاني ليتوسط لكم عند المسؤول في الإسكان وكثير من الأحاديث المباشرة أو الإيماءات الغير مباشرة ال...

أوزنجول جنة الشمال التركي في عيون عُمانية

صورة
يحيى المعشري مشاهدات ومعايشات من تركيا.  رحلتي هذه إلى الرحاب التركية لم تستمر أكثر من ثلاثة عشر يومًا وهي الأولى بالنسبة لي لا ثاني ولا ثالث لها، لكنني في ترحالي وقد يتشاطر معي الكثيرون حينما أمرق الأمكنة تستهويني الأزقة والعمارة وعبقها، كما تستهويني المطاعم والجلسات الفسيحة الأرجاء؛ إضافة إلى البازارات والأسواق المفتوحة؛ حيث تتماهى في تجلياتها مع جمالية الطبيعة ولها في زيارتي النصيب الأوفر- هيا معي عشاق السفر والكلمة فلنحزم الأمتعة ولنضب حقائبنا فطريق السفر طويل لا حدود له ولا ينتهِ بانتهاء الرحلة بالعودة إلى أرض الوطن. لم تشأ رانيا المغربية وهي تنهي إجراءات الحجز أن تفوّت علينا فرصة التسجيل لرحلة حافلتهم فقد كانت مؤمنة أننا سنفتن بأوزنجول؛ بادئ ذي بدئ دعوني أحدثكم عن الفتاة رانيا المغربية وهي في مطلع العشرينيات من العمر وفدت لطرابزون من أجل الدراسة وقد عملت في العقارات واليوم فور اقتحامنا مكتب الحجوزات السياحي المتاخم لفندقنا وجدناها تنهي إجراءات الراغبين في أخذ جولاتهم السياحية في ربوع الشمال التركي، لم تمضِ ثوانٍ معدودة قبل أن أمد لها جواز سفري أما زميلاي فقد ذهبا للفندق لإنها...

مع الشاب بينار أحاديث عن ميدان تقسيم وشارع الاستقلال

صورة
مشاهدات ومعايشات في تركيا- اسطنبول يحيى المعشري ديسمبر شهر الشتاء كلمة عابرة خرجت من فاه زميلي وهو يدّس كمه في وجهه؛ معبرًا عن شدّة البرد؛ فشتاء اسطنبول الصباحي هذا اليوم كان شديدًا على جسده على غير العادة، ثمة تقلب في الأجواء هذه الأيام يا يحيى كان يتمتم بهذه العبارات وبالكاد يفتح فاه؛ فأسنانه البيضاء بدأت تصرف أثر البرد القارس وفي ذلك الوقت كان موعد تنقلنا من منطقة سلطان أحمد كما كانت الخطة المرسومة على أن نعود إلى الفندق في المساء؛ يتخلل اليوم على امتداده تحركات غالبًا ما تكون منتظمة تارة وعشوائية في بعض الوقت؛ فالمنتظمة هي الزيارات التي وضعناها في أجندة هذا اليوم وهو زيارة البازار الكبير "جراند بازار" في منطقة بيازيد يعقبها زيارة منطقة تقسيم وشارع الاستقلال؛ لقضاء جزء كبير من يومنا هناك باحتساء القهوة وأكل الكعك اللذيذ وبعض الحلويات التي تشتهرُ بها تركيا مثل الحلقوم والبقلاوة التي كانت رفيقنا في تجوالنا عند الحاجة؛ عدا ذلكَ زياراتنا تبدو مفككة وعشوائية وفق انتقاءات مبنية على المزاجية. كان يومًا باردًا لكنه لطيفًا بكل ما تحمل الكلمة من معنى وبعد أن أنهينا زيارتنا الخاطفة ل...

فتاة الدراجة بجزيرة الأميرات

صورة
يحيى المعشري بدأت تسير مسرعة بعد أنّ فارقت زميلاتها متقدمة عنهن بمسافة بسيطة؛ أي لم تبعد عن مرمى البصر كثيرًا- كنتُ غارقًا في السير والتصوير ومع ازدياد حِدة ارتفاع التل طارت الدراجة بسرعة رغم وجود الفرامل وبينما كنتُ أُمعن النظر في الأشجار الوارفة والأوراق المتساقطة على الأرض وقد بدت كعِقد قلادة على رقبة حسناء، فأرخيت قبضة يدي اليمنى عن المقود لتقوم بمهمة التصوير؛ أومأتُ في سري وقد أعدتُ شريط الذكريات إلى حارات بوشر في ضواحي مسقط قائلًا: لا زلت أتمتع بفضل الله بقليل من مهارة قيادة الدراجة الهوائية، كثير من المشاعر خالجتني في هذه اللحظة وددت أنّ يخفرني في هذا التطواف عدنان الرئيسي؛ لأتعلم منه تقنية قيادة الدراجة الهوائية والاستعراض وأتعرف على عدنان عن قرب؛ فهو الذي اعتاد السير في أرجاء البلاد وحيدًا دون رفيق أو ونيس؛ موشحًا دراجته الهوائية بأعلام سلطنة عُمان وصور السلطان قابوس والسلطان هيثم مرددًا عبارات وطنية حفظها جميع من يعرفوه- تركتُ تلك الأفكار تتوارى فأنا الآن في الرحاب التركية بالتحديد "جزيرة الأميرات" وهي مجموعة جزر في بحر مرمرة في مدينة السحر والجمال، مدينة التلال الس...

علي ألقان التركي على جنبات شارع أوزون سوكاك

صورة
يحيى المعشري  من الأماكن الحيوية وغالبًا ما كنّا نتردد عليها بين الفينةِ والأخرى وفي الأوقات التي تنصرف عن البرامج السياحية المجدولة في الخطة التي نضعها هناك في طرابزون تلك المقاطعة التركية الضاربة في القدم والتي تناسب طريقتنا في التنقل وما بين شارع أتاتورك والمعروف لدى الأهالي باسم الميدان وهو ميدان طرابزون وفيه تصطفُ المقاهي والماركات العالمية والمحال التجارية التركية والعالمية وفيه تشاهد الحِراك البشري ينشط وفيه تنسدل أجساد الباعة المتجولين على عرباتهم بين جنبات الطريق؛ يصدح أصحابها بصيحات أشبه بالاستجداء الحميم بغية استمالة الشرّاء وعلى امتداد الميدان نخرج على شارع آخر يُفضي إلى حيث تتلاقى فيه مفترقات الطرق على مدن شعبية وهي الأماكن التي أفضلّها في الدول التي تشتهر بالحضارة والعمران، ندخل سوق ونخرج منه فإذا بسوقٍ آخر يتلقفنا في أجواءٍ نوفمبرية باردة فترتسم الدهشة على وجوهنا من طريقة عرض الباعة لبضائعهم وانحدار الشوارع وصلابة الجسور على الرغم من أنها ليست كبيرة في مساحتها؛ لكنها تمتاز بطابع معماري يشدّ الأنظار ويلفت الانتباه؛ لا تستطيع إلا أن تمعن النظر في الممرات والطرقات، ونحن...