المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2024

رحلة إلى البوذا الكبير؛ كأسراب طيور مبللة بالمطر

صورة
يوميات مسافر إلى مملكة تايلاند- أونانج كرابي يحيى المعشري كسحابة ظللنا نعبر في الأرجاء دون وجهة معينة؛ فاليوم هو يومٌ استكشافي؛ بدأنا نذرع طرقات "أونانج" كرابي؛ بين البنايات والممرات والشوارع، نلتفت للنزل الشبابية وجلوس النزلاء قبالتنا   وغالبتهم من السحنات الأوروبية على كراسٍ تفضي للخارج باتجاه الجرف الصخري؛ حاملين أفكارنا كالجاثمين تحت وطأة الحلم كحمامة بيضاء؛ فابتسمت بفرح، ها نحن للتّو نفرغ من أداء صلاتيّ الظهر والعصر وقيل في الأثر أن طيران الحمامة البيضاء في السماء في الحلم يدلل على النقاء والسلام والاتصال بالله؛ ما أجمله من شهورٍ هذا الذي نعيشه في هذه اللحظة وإن بدا كالحلم، وفي نشوة الاندماج الروحاني في قلب مدينة "أونانج" وكعادتنا نفضل التجول بين أرجائها مشيًا وحبوًا وبأيادينا مظلات تحجب أشعة الشمس الحارة تارة وتقينا زخات المطر تارة أخرى؛ نقترب من بضائع الباعة متعللين بمتعة تحسس الأشياء والنظر إليها عن قرب؛ أليس التقائك بالأشخاص والتعاطي معهم وجهًا لوجه يُحسسك بالدفء وجمال الحياة؛ هكذا نحن حينما نخترق طرقات هذه المدينة؛ كان لهيب تذوق "الآيسكريم"...

في أونانج كرابي نختال كأجنحة من ورق

صورة
ي وميات مسافر إلى مملكة تايلاند- كرابي يحيى المعشري ذابت أجسادنا وهي تختال في معمعة أجواء مدينة أونانج" في محافظة كرابي بعد أن بدأنا رحلة البحث عن فندقنا القادم من المجهول؛ كان علينا أن نحجز كل شيء مسبقًا؛ سأتخيل أنها عبارات خرجت صامتة من رفيقيّ "فهد" و "العاص" وهي أماني ليست من خيال بقدر ما ينتابنا من مشاعر استرجاعية نضعها بين لو وليت أو قد أُسرها في نفسي لا شعوريًا- كلنا الآن أسيري اللحظة ومعنا عدد من رفقاء العبّارة والوانيت العجيب- هرعنا بروية نبحث عن الفندق المناسب في هذه المدينة؛ بينما الخط الأول بالمدينة؛ أي أونانج قبالة البحر هو للمنتجعات ولا يقع  ضمن خياراتنا في هذه الجولة؛ لأسباب عدة أهمها ارتفاع أسعارها وقد تكون أنسب للعشاق والحالمين بالاستجمام وحياة الاسترخاء أما نحن فهدفنا الاستكشاف لا غير- بدأتُ وفهد عملية البحث عن الفندق الذي سيكون ملاذنا خلال هذه الرحلة القصيرة وكأننا نبحث عن قشة في عرض البحر، فالأمر لا يقاس بعدد الفنادق والمنتجعات والنزل الشبابية في هذه المدينة وهي كثيرة ومتوفرة في كل مكان؛ بل بالرغبات التي توافق أمزجتنا وهي خيارات على الأغل...

في عرض بحر أندمان؛ كأشقياء نُطارد كرابي

صورة
يوميات مسافر إلى مملكة تايلاند- كرابي يحيى المعشري مخرنا عباب بحر أندمان عبر العبّارة المنطلقة من ميناء راسادا في المدينة القديمة في بوكيت وذلك عند بدءِ صافرة الانطلاق وقد أخذ الكل مكانًا خاصًا به بأمر من القبطان؛ بدت العبّارة صغيرة الحجم والركاب قلة؛ "فهد" و "العاص" و "أنا"؛ أخذ كلًا منّا مقعده الخاص وهي عبارة عن كراسي خصص الواحد منها لثلاثة ركاب؛ أخذتُ نفسًا عميقًا وحمدتُ الله أنني وحدي في هذا الكرسي أغفو في جنون الصمت ومن حولي أشخاصٌ مسكونين بذات الرغبات وآخرين يعلقون في حائط الدهشة مشاهد لم تعتد أعينهم عليها؛ لم أُطل الالتفات حولي وأنا أجيل ببصري في بطن العبّارة مستأذنًا الرفيق "فهد" دون انتظار إجابته؛ من المناسب أن أغفو قليلًا لأستعيد حيويتي ونشاطي وأنا في عرض البحر واضعًا أدوات التصوير وهاتفي النقال في منضدة جانبية.   بدا البحر صافٍ في الأفق كزرقة السماء الصافية وأماني الأمهات وأمواجه تتلاطم عند عبور السفن والعبّارات واليخوت والزوارق الصغيرة فترسم ذيلًا أنيقًا كلوحة فنان رُسمت بمزاجٍ عالٍ يشاكسها الصباح في عرض البحر- حاملًا كلًا منا...

إلى رصيف ميناء راسادا نغلق شبابيك بوكيت

صورة
يوميات مسافر إلى مملكة تايلاند- بوكيت يحيى المعشري برقت عيناي في اللحظة التي هاتفني   فيها رفيق السفر "فهد" وهو يتبادل أطراف الحديث مع موظفة المكتب السياحي بعد أنَّ أخبرته بقيمة تذكرة رحلتنا المقُبلة وهي من جزيرة بوكيت إلى جزيرة كرابي عبر العبّارة؛ قائلًا: التذكرة الواحدة للفرد   700 بات، شاملةً النقل من أمام فندقنا في منطقة الباتونج إلى رصيف ميناء راسادا في المدينة القديمة بوكيت Rassada Pier Terminal " ومن العبّارة إلى ميناء جزيرة كرابي؛ مختتمين جولتنا معهم بركوب سيارة الوانيت العجيب من رصيف ميناء كرابي إلى منطقة أونانج جوهرة السياحة في كرابي، وقفتُ مرتبكًا وأمامي أحد رجال الشرطة في شارع "البنجلا رود" في الباتونج وهو يحاول إغلاق شارع المشي فقد غربت الشمس وحان وقت منع دخول السيارات والدراجات لتبدأ حياة الأقدام التي تتقاذف على الشارع بأمان ودون خوفٍ ووجل، في حين كان الرفيق "فهد" يستشيرني في العرض المُقدم من المكتب   السياحي والفتاة تستعجله لأنها على وشك إغلاق المكتب وبدون تردد ولا تفكير أطلقتها كلمة سريعة لا يمكننا أن نرفض هذا العرض أما العاص ف...

المدينة القديمة في بوكيت؛ تطواف بين زمنين

صورة
يوميات مسافر إلى مملكة تايلاند- بوكيت يحيى المعشري حالة صمت عمّت ساحة الضوء في ملعب السباك تكرو في جزيرة كوه سيري المعزولة بعد أن قررنا مغادرتهم متوجهين إلى المدينة القديمة؛ اعتراض مرفوض؛ كنتُ أعلم أنّهم يودون بقاءنا في حضرتهم؛ نلعب ونمرح ونتشارك اللحظات الجميلة، نبدي لهم الامتنان على حسن استقبالنا ويكملون هم فرحتهم بوجود غرباء يشاركونهم اللعب وهو ذاته القلق الذي سارونا ونحن نفكر في الوصول إلى المدينة القديمة؛ حاول العاص الحصول على معلومات تفيد بالمسافة التي ينبغي علينا أن نطويها للوصول إليها فاستعنا بخرائط جوجل وكانت المسافة من الوهلة الأولى تبدو قريبة فآثرنا المشي قليلًا على الرصيف تحفنا المزارع المظلمة؛ نصيخ السمع لأصوات الكلاب الضالّة من بعيد وصياح ديك قادم من المزارع المواربة وأصوات صراصير تخرج من تجاويف البيوت التايلاندية وكأنها تستيقظ غفلة لتبوح بأسرار المساءات في هذه الجزيرة؛ ثمة سيارات وعربات تتقاذف على الشارع جيئةً وذهابًا وأعيننا تترقب من يقلنا إلى وجهتنا القادمة؛ كحكاية أرصفة وظل عجوز يتنقل بين الطرقات لتذوي قدماه حتى تتفطر من تعب الحركة وفرط المسافة، شارف التعب أن ينال...