المشاركات

في مطعم الشهداء نترحم على شهداء إقليم قره باغ

صورة
كتب: يحيى المعشري ins.yahyaalmashari أنستجرام أرخيت سمعي إلى مواء قطة تخرج من الفناء الخارجي في حديقة الفندق بعد نومٍ عميق داهمني؛ حمدت الله أنها أتت في هذه اللحظة وهي ما بعد الثامنة مساءً قبل إغلاق المحال والأنشطة وقد أنبأتني معدتي بأصوات إنذار وصول موعد العشاء واحتساء القهوة التي لم تطرب لي في جابالا وذلك لندرة الخيارات المتاحة؛ كانت الأجواء الخارجية كما تبدو من الشرفة مظلمة والسحب تغطي السماء والأرض مبللة بالماء؛ كنت أرى انعكاس زخات المطر على الأرض وبدت رائحة المطر تنتشر في الأفق البعيد، وحدها الأضواء الخافتة وحسيس أقدام المارة الخجلى وأنوار متفرقة من هنا وهناك بددت الظلمة؛ هي من أعادت الحياة إلى هذا الريف في أذربيجان؛ خرجتُ أجر أقدامي منتشيًا لا أعلم إلى أين المصير فالمطاعم هنا تحتاج إلى بحث مضنٍ والخيارات قليلة؛ الجمال في هذه الأرض يصحو في النهار تحت الأضواء ويغيب من بعد الغروب؛ هكذا كان يقول لي أحد مالكي المقاهي حينما شرعت على زيارته في أول يوم لي وقد كنتُ شغوفًا بمعرفة ما تحويه هذه المنطقة وأهم ما يميزها من طباع ساكنيها وسلوكهم من غير الذي رأيته وسمعته عن الحدائق والشلالات والمس...

بين بردعة أذربيجان وحلة الدقدقين بسمائل عُمان أحاديث تطوي المسافات

صورة
يحيى المعشري أنستجرام yahyaalmashari مقدمة في السفر من منّا لا يتحدث مع الآخر؟ ومن منّا لا يهمس أو يلوح للآخر ولو بنظرةٍ عابرة تخترق المسافات، قد تسافر وحيدًا لكنك لا تعيش وحيدًا في الخارج؛ فأنتَ في الأرجاء بين لفيف البشر، ترنيمات السفر هذه أسجلها في دفاتر أذربيجان مع الدكتور أبو ياسين؛ حيث اللحظات تأخذنا إلى استحضار الصحابي الجليل مازن بن غضوبة السمائلي؛ مشهدٌ بعيدًا عن فنجان القهوة هذه المرة؛ بعيدًا عن الموكا واللاتيه والكابتشينو والماكياتو؛ لنُعيد المشهد من جديد؛ فأستحضر أرواح العالم تاركًا العالم الآخر هناكَ يطوي المسافات. قبل أنَّ أهم بالنزول إلى بهو الإقامة في فندق جابالا مكان سكني؛ ليلتان بثلاث ليال، كان صباحًا مفعمًا بالنشاط؛ من شرفة الفندق أناظر السماء المغطاة بالسحب؛ ثمة سحابة حبلى ستلد مطرًا بعد قليل وثمة شمسٌ تتوارى خلف أشجار الصفصاف الكثيفة؛ ثمة أجواء تحفزني للمشي في الخارج هذا اليوم، الكبار والصغار يرسمون فنتازيا ليست من الخيال، هممتُ بالخروج من غرفتي؛ طاويًا خلفي الممرات والدراجات وفي حديثٍ عابر مع موظف الاستقبال وأنا ألملم أشيائي التي تعينني لزهاء ساعتين أو أكثر للتجول ...

قرية الغمب بنيابة طيوي الجنان المعلقة

صورة
   هذا المسار الجبلي كان بتاريخ    8/9- 10- 2013 بقلم: يحيى المعشري أنستجرام  yahyaalmashari في الثامن والتاسع من تشرين الأول أكتوبر من العام 2013 حينما قررنا تجربة خوض غمار هذا المسار الجبلي من وادي الشاب إلى قرية الغمب الوادعة بين أحضان الطبيعة الجبلية؛ سالكين الطريق القديم والمعروف باسم "طريق الحمير" كنتُ ومن معي لا ندرك خشونة المسار وقساوة المنحدرات ولا التعرجات الخشنة التي تعترضنا أثناء تجوالنا؛ لكننا تماهينا مع الطبيعة مذ أول صعود حاد؛ راسمين في خيالاتنا الوصول فقط؛ الوصول بأي طريقة كانت شادين العزم مع اليقين أنَّ مثل هذه المسارات بها الكثير من الأحداث والمفاجآت سأروي عليكم بعضًا منها وهي التي عايشتها أثناء مسيري كما أنَّ بعضها هي تجاذبات وحوارات بين بقية المشاركين ولبعدي عنهم لا يمكنني وصفها على حقيقتها عدا أنها تتشارك مع ما أراه غالبًا وما أسمعه منهم. جبال وانحدارات وجروف عاتية وأودية عميقة وسفوح ساحقة تتهادى منها تكوينات طبيعية تجلّت معها قدرت الخالق العظيم هذه كانت البورتريه الذي شكلته الطبيعة ما تحويه من مكنونات وهي الترنيمة التي تتراءى لنا عندما نحدق...

من باكو إلى جابالا عبر محطة "أفتو جزال"

صورة
  يحيى المعشري في اللحظة التي قررت فيها الكتابة عن تجربة التنقل من باكو إلى الريف الأخضر جابالا الساكن خلف أشجار الصفصاف؛ فكرت مليًا هل تسترعي التجربة الكتابة عنها أم هي مجرد بصمة أو تشويقية مرئية أُلصقها في صفحتي على اليوتيوب أو ندبة تحاكي الندبات الملقاة في الصفحات الشخصية للرحالة المتيمين بتتبع الأمكنة؛ أخذتُ أقلب أفكاري   التي تنشط ويزيد هيجانها في الليل المدلهم ويخفت بريقها عندما تعبث الأضواء بالليالي الحالكة؛ فوصلت إلى قرار التدوين الكتابي الذي أحاول فيه أن أضع بصمتي الخاصة؛ إنها الساعة السابعة صباحًا التي أيقظت مارد النوم من سباته تسبقها الساعة التي أستيقظ فيها لأداء صلاة الفجر ففي اليوم الذي يسبق رحلتي إلى جابالا قررت المكوث في أحد مقاهي شارع نظامي؛ أتأبط كشكول الملحوظات الذي أدون فيه ما أود القيام به في اليوم الموالي أو أكتبُ فيه أهم المواقف التي اعترضتني حتى أنقلها للناس بمصداقية تامة دون شائبة أو نقصان؛ فالذاكرة في السفر ليست هي الذاكرة في الأيام العادية؛ ثمة زحام لاح في الأفق منذ أن حلّقت الطائرة من مطار أبوظبي؛ فالسفر عادةً يبدأ من اللحظة التي تقرر فيها التخط...