المشاركات

من سوكومفيت إلى سوق مايكلونج، أخطر سوق في العالم

صورة
صور متفرقة أثناء وجودي في سوق مايكلونج وأثناء مرور القطار في أخطر سوق في العالم في صيف أكتوبري تايلاندي من عام 2016م، عرضت على رفيق الدرب "ناصر" الذهاب إلى وجهات أخرى لم أعتدّ عليها ولم يسبق لي حتى التفكير في الذهاب إليها، ويحدث ذلك معي غالبًا في سفراتي، فالمكان الذي أقوم بزيارته أجاهد النفس أن لا أجعله نسخة مكررة تحمل ما يدخل التململ فيّ ومن يصحبني في ترحالي، والجميل في الأمر أن يكون رفيق الدرب توأمُك في حركاتِكَ وأفكارك وسكناتك، همساتك وتجلياتك، ويملك ليس كل الصفات التي تحملها، وإنما شيء من الصفات التي تتحلى بها؛ حتى يتم الترحال بتوافق ومرونة دونما تعكير مزاج وما يقض المضاجع أو يعكر صفو المخطط الذي رسمناه. السماء مشمسة وبانكوك هذا اليوم تبدو متوهجة يا يحيى، قال ناصر: نعم لكنّ ذلك لا ولم يثنينا عن عزمنا لزيارة مكانين كنا قد أدرجناهما ضمن مخطط اليوم ومن المتوقع أن يحدث ذلك من بواكير الصباح إلى أن تغرب شمس بانكوك وتتوشح الظلام وتلامس أعيننا أحزمة النور، فمن المسلمات هنا بعض الأماكن تحتاج إلى إعطاء النفس فسحة من الوقت ومجال للتأمل وسبر أغوار التساؤلات، تركنا سائق الت...

التدخين، بين المثقف والمسؤول والباحث عن النقاء!

صورة
قبل أن أشرع في كتابة هذا الموضوع الذي بدأ يتداول كثيرًا عن السيارة المتنقلة في واجهة مطار مسقط الدولي والتي يُحشر بداخلها قنابل من الدُخان والمشروبات الكحولية، انتابتني مشاعر عديدة تجاه ردود الأفعال التي قد لا تأتي من تجّار بيع الدُخان والتبغ والمواد المدخنة الأخرى فحسب، بل من المدخنين أنفسهم وأشدها في ما إذا ما كان المدخن مسؤولًا أنيطت إليه مهمة محاربة التدخين بكافة السبل والطُرق من خلال موقعه الوظيفي؛ وذلك من خلال سن القوانين والتشريعات أو المتابعة الميدانية في المواقع التي تُعرض فيها هذه السموم، ولأن التجاوزات لا تأتي جزافًا ولا تأتي بغتة دون دراسة وتمحيص كما هو الحال في الجوانب التطويرية والابتكارية، فلكل فن فنونه وأصوله، فأسوق ذلك إلى القول الشهير "لمن تشتكي حبة القمح، إذا كان القاضي دجاجة"، فأُسقط هذا القول على العديد من المواضيع والكثير في مفاصل الحياة ومراحلها؛ بهدف الحد من السلوكيات والممارسات التي يتعمد المعني بالقرار تأجليها وتسويفها بحجة أنه أحد الذين يمارسون الفعل وتبعات القرار قد تشمله وتطاله وعندما نسقط المقولة آنفة الذكر على المسؤول المدخن ليس من المرجح ...

عُمان أتتك باكية يا قابوس، عُمان أتتكِ باكية يا غلا

صورة
يحيى بن سالم المعشري الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠٢٠م. لم أكن لأكتب هذه الكلمات في هذا الوقت العصيب ولم أكن لأحاول تسطير هذه الحروف والهواجس؛ لولا أن كتب ليّ القدر أن هممت بزيارة عابرة إلى قرية غلا، إحدى قرى ولايات بوشر، حاضنة مسقط وإحدى أهم الولايات في السلطنة؛ لتفردها بوجود العديد من مؤسسات الدولة وأهم الأركان والثكنات العسكرية، تركت جُل تلك التساؤلات والهواجس ودثرت مشاعري المشوشة مؤخرًا بالفقد العظيم الذي حلّ بعُمان وشعبها الأبي برحيل السلطان قابوس، سلطان السلاطين وبدأتُ أبحث عن موقعٍٍ ملائم أستطيع من خلاله مشاهدة هذه القرية الشامخة من الأعلى ولكن هذه المرة ليس من أجل الاستمتاع برؤية هذه القرية الوادعة وكما جرت العادة عندما أقرر البدءِ في زيارتها خلسة؛ من أجل مشاهدة مزاراتها السياحية وعيونها المائية الطبيعية الساخنة ومياهها الكبريتية ولا من أجل الاستفكار في مداخلها الضيقة التي تخالف سعة صدور قاطنيها في التكوين ولا في هندستها التقليدية وبناياتها الراسخة ولا نية لي كما كنتُ وأنا أحدق في زواياها التي تشّع بالفنون والأصالة التي تفردت بها بين قريناتها من قرى بوشر أن أتفحص جم...

الطريق إلى شرم الشيخ

صورة
مشاهدات ومعايشات من أم الدنيا يحيى المعشري الأحد 29 ديسمبر 2019م محطة (جو باص) في ميدان التحرير بالقاهرة بعد صمتٍ كبير وسكون أطبق علينا ونحن نمخر عباب شارع ميدان التحرير الذي بدا عليه الهدوء في هذه اللحظات، لا أستطيع تخيل القاهرة بهذه الوداعة كالحمل الوديع الذي آثر الصمت واستحسن الاستسلام تحت شفرة الجزار، هكذا قال قيس وهو يومئ لناصر وفهد وأردف قائلًا: لأول مرة أرى القاهرة مذ وصولنا إليها بهذا الهدوء، لم أشأ أن أنبس ببنت شفة، كنتُ متكومًا في المقعد الأمامي باسترخاءٍ تام، مطبقًا بقبضة يدي على المقبض في أعلى السيارة، تاركًا الرفاق يتوهون في زحمة السؤال الذي أطلقه قيس، على الفورِ رد عليه سائق سيارة الأجرة الذي أقلنا إلى محطة الباصات (جو باص) Destinations | Go Bus ، تُشير الساعة إلى ما بعد منتصف الليل، السماء توقظ النجوم والأمهات يصغين إلى أطفالهن والآخرون يتراقصون في خدر آبائهم وبطبيعة الحال وسائل النقل والحراك البشري يقلُ قليلًا في فترة البيات، عقبتُ عليه، رغم ذلك القاهرة وكما يُقال أنها "المدينة التي لا تنام"، أتعلم سيدي السائق بأننا في عُمان وفي مثل هذه الأوق...

تطواف بين ميدان التحرير ورمسيس الثاني في رواق المتحف المصري

صورة
يحيى المعشري     يحدث أن تخرج من منزلكَ لتحدث نفسك بأسئلة عابرة تمرُ عليك فجأة في يومٍ تشعر فيه بالنشاط والحيوية، متسائلَا إلى أين الوجهة يا ترى وكأنك تائهٌ في الأمكنة التي ستحتضنكَ برهة من الوقت لتتوافق ورغبات العقل الباطني لديك- هكذا كنتُ أحدث قيس وفهد وناصر في الغرفة التي احتوتنا لأيامٍ في فندق "سيتي فيو" في القاهرة بعد العودة من عروس البحر الأبيض المتوسط الإسكندرية، حينها لم يخطر في بالنا إلى أي وجهة سنشدُ الرحال، فالتخطيط والبرنامج الذي وضعناه ونحن في مسقط رأسنا يقتضي الذهاب إلى الأقصر "مدينة الملوك" وأسوان "حاضنة النوبة" والبوابة الجنوبية لمصر، فتركنا البرنامج يمور في أكفّ الخيال واتجهنا من بواكير صباح اليوم الموالي إلى أحد المكاتب المعنية بتنسيق الرحلات الداخلية والسفر، كان المكتب في أسفل الفندق وهو عبارة عن بهو في الطابق الأسفل، به درج موصل إلى الأعلى، ونحن نمرق المكتب وعلى عتبة الباب المفضي إلى الداخل لاحت لنا فتاة باهية المنظر، نحيفة الخصر، متوسطة الطول، في مقتبل العمر وهي المتعهدة والموكل إليها إنهاء معاملات الرحلّ ومن على شاكلتنا مم...