المشاركات

بين عدسة هيثم وأحاديث فريق الدعم

صورة
أعرج إلى فريق الدعم في صالة خدمات المراجعين وأنا أشعر أنّي سيد نفسي الذي يملك كل شيء وكأن الدنيا حيزت لي دونما شعور بالتقييد الذي يكبل الحالمين بالضوء في محيط العمل تحت دائرة أولويات الحضور والانصراف، وأحبو إلى مقر عملي السابق الذي بات يجثم على صدري ويختمره شيء من الأنين وذلك الشعور الذي اندملت عاطفتي تجاهه، أحدّث نفسي كثيرًا عن تلك الأيام التي تأخذ منك الساعات والسنوات دون أنَّ تضيف لكَ في سلم المجتمع الوظيفي إضافة تذكر؛ عدا الشعور بالانقباض وعدم الاتزان وفقدان الثقة، أرخي مشاعري على دفتري المنسي وأنا أشعر بالحبور والاتزان في ساعة مساء مزينة بالنجوم وكأنها أحزمة النور، حالمًا كالطير في عشه ساعة العشية وكنتُ مدركًا أنَّ سنوات العشرة تزيد من متانة العلاقات وتوطد بئر الصحبة في غيابة الجب؛ بتلك اللقاءات والضحكات التي باتت كالوخز الغائــر الدامي حينما يسري في الوريد، تدرك أحيانًا أنَّ أيامَا بسيطة تقضيها بين أفئدة لا تعرف عنها عدا ذلك الاتساع الهلامي المبهم أنّها تبادلكَ ذات الهدف ونفس المشترك في المجتمع الوظيفي وتعلم تمام العلم أنَّ طول مدة التلاقي مع أشخاصٍ بعينهم لا يعني أنَّ اختياراتك ...

على طاولة المول أتأبط محطة زافون الثالثة سجين السماء!

صورة
في اللحظة التي تلقي بظلالها على الصباحات في زنزانة أغسطس؛ بما تحمل في طياتها في فضاءات مسقط العامرة؛ الحافلة بأحداث أخبار المدينة وساكنيها، نترقب القرارات الجديدة في العالم المليء بالتنكّر لأبسط الأشياء، وضعت رواية "سجين السماء" للراحل كارلوس زافون على منضدة المقهى المليئة بفوضى الأفكار وزحمة التساؤلات، أتنصل من مسؤولياتي وأغور في رحلة ثلاث مائة وخمسة وستون ملحمة وسؤالا، كل واحدة منها أشبه بالحياة، أحبس أنفاسي مع مقبرة الكتب المنسية، أرضخ لزافون وهو يتلاعب بي ككرة النرد؛ ذات اليمين وذات الشمال، أعيش العزلة لأسبر أغوار العلاقات الإنسانية لزافون كيفما يشاء، لعلي أجد ضالتي في "سجين السماء" بعد أن وقعت  من أعالي "ظل الريح ولعبة الملاك"، فها أنا اليوم أمخر عباب محطات برشلونة؛ رفقة "فيرمين" و"إيزابيلا، رحلتي هذه لهذا اليوم في أحد مولات مسقط؛ أهيم في سكنات حركات زائريه، أصيخ إلى أصوات دبيب أقدام المارة التي تندس وراء الدهشة، آذانٌ تسترق السمع ونظرات البارستا جهاد البلوشي ترمق الجالسون في المقهى، أعين معلقة في وجوه المارة وأفكارٌ تتحدث عن الجديد في...

تحت شجرة الرولة في شاطئ القرم؛ نتحدّى كورونا

صورة
يحدث أنَّ تحدث نفسك في بعض الأحيان عن ظروفٍ لم تكن في الحسبان وعن أحوالٍ تسقط في طريقك فجأة؛ كالثمرة التي تلفظها شجرة الرولة فوقنا؛ دونما ومضة اعتبار لحدوثها، لكنّها الأقدار وحدها التي تسوقها لكَ ولنسلم الأمر لله وحده في تصريف مجريات الأمور في لحظاتنا. هكذا بدأنا نجتمع هنا في هذه المساحة؛ التي كنّا نراها ذات وقت مجرد قطعة لا أهمية لوجودها أو لم نكن نعدّها كذلك؛ نظرًا لكونها لا تشكل لنا هامش الرؤية الذي نحدق إليه بتمعن خلف عقلنا اللاواعي ولم يكن أكثر من مجرد نسيم هواء يلفحنا ذات اليمين وذات الشمال، لم تكن تلكَ الانطباعات سائدة في سالف الوقت كما يحدث الآن على الأقل قبل انَّ نجتمع هنا في هذه الزاوية؛ من أجل الحصول على صورة توثيقية نؤرشفها ذاكرة أجهزتنا الالكترونية واللوحية. هي حكاية لم نضعها في الحسبان، وهي قصة بلا شخصية تتقمص دور الرائي؛ الذي يسرد ما يشاء من بنات أفكاره في مخيلة سردية يدلقها بأسلوبه المنمق كدأب ابن الرومية في الرائعة السورية الكواسر، في بداية القصة التزمت الصمت، كنّا نختلس النظر إلى هذا وذاك؛ دومنا تركيز وفي تلكَ الشخصية كنّا نسترق السمع إلى أنفاس هذا وتلك ونبضات قلبيهما...

حكايات من عينت والشطيفي؛ جولة في تخوم مطرح

صورة
ذات صباحٍ دافئ مصحوب برطوبة عالية؛ جاء منادٍ يهاتفني من الزميل قيس الجابري، توارينا خلف عقبة بوشر العامرات؛ بعد أنَّ فرغت من جميع النشاطات البدنية؛ حينها التّم شمل قيس وخالد العنقودي وأنا، تاقت النفس لهذا اللقاء، كان صباح يوم الخميس الموافق ستة آب ٢٠٢٠ ميلادي وبينما العالم يمور في موجة كورونا، أدرت مقود السيارة لتطوف بنا هذا اليوم إلى قرية عينت الوادعة في أطراف ولاية مطرح، ثمة مسارٍ يجذبنا إلى مطرح، ها هي الساعة تشير إلى التاسعة صباحًا وها هو النهار يرخي صفحاته؛ بعد ليلٍ طويل أعلن سدوله؛ قضيناه بين أنياب الحجر الجزئي الذي اقتضى أنَّ يكون من الساعة السابعة مساءً إلى السادسة صباحًا من اليوم الموالي، الباعة قد أعادوا فتح محالّهم التجارية بناءً على قرارٍ رسمي، سكونٌ شلَّ حركة مطرح، ومناشدات الأهالي ترشق الصفحات التويترية بعد أنَّ ضاق بها الحال، بناية طالب لم تعد تناغي صوت ديــزل وهو يصيخ السمع إلى مواء القطط في رواقه، أين حارة العرين التي بدت تتثاءب من سكون المكان، أين نازي مويا وأين بائع الزلابيا والقرون سبال وأين بسطة قوس النصر المتاخمة لمركز الشرطة لبائعي الحمضيات والأجبان الميبسة وأين ...

خليفة اليعقوبي؛ النهر الجاري يصل إلى آخر ضفاف البلديات.‏

صورة
يحيى المعشري ✍🏼 هل تعرفون الأستاذ  خليفة اليعقوبي؟  نعم؟ نعم أيها الزملاء والزميلات، هل تعرفون الأستاذ خليفة اليعقوبي؟ إنّ كانت إجابتكم بنعم فهي غنيمة فحافظوا عليها وإنّ كانت بالنفي فإليكم شيئًا من سيرة شخصية إنسانية تتسم بالموضوعية في العلاقات الإنسانية؛ سأسبر أغوارها قدر المستطاع من خلال ربطها في المجتمع الوظيفي وليتني أُجيد فك طلاسمها، فالعلاقات الإنسانية عند اليعقوبي تعدّت فرع أو مجال من مجالات المجتمع إلى فلسفة الشمولية. في بداية ثمانينات القرن المنصرم عندما بدأ الشاب خليفة اليعقوبي يخطُ ملامح البدايات في البلديات بوظيفة كاتب وليكن كاتب فقراءة الوجوه من عناوينها أعظم كتابة تُخط في ميادين الحياة، كان يتمتع بوشائج العُماني البسيط الذي نظرَ في خريطة مسقط رأسه ولاية عبري فوجدها رغم اتساع رقعتها مليئة بالخيارات؛ هناكَ في مسرح العمل؛ تقاطرت عليه السنوات وهو يشعل فتيل العطاء خارج نقاط التغطيات، وفي العام الثالث من التسعينات أسندت إليه مهمة مدير دائرة شؤون البيئة بالوكالة فأناخ راحلة الوظيفة إلى التكليف وما أعظمها، خلف كل إغماضة ليل حلمٌ يسرد الحكايات وخلف دياجير الظلام تعبث الص...

خالدين موارد المياه يَعبران سدود البلديات إلى مرافئ الحياة

صورة
يحيى المعشري ✍🏼 كنت متكومًا في مقعدٍ وبجواري دفتر مذكرات وفنجان قهوة طلبته من مجيد في أحد مقاهي العاصمة، عزلة وقتية لا تتعدى الساعة، فجأة وبلا سابق إنذار أتتني رسالة معلقة في الفضاء الأزرق من الصديق خالد بن علي الشبلي؛ ليدلق عليّ عبارتين لا ثالث لهما، لم أفهم فحوى الرسالة في بادئ الأمر أو لم أستوعب وذلكَ لقصورٍ مني؛ كنت منتشيًا وراودتني أفكارٌ جمة، لم أركن لرسائل الماسنجر قبل أنّ أقرأ كلمة وداعًا يا صديقي، حدقتُ في العبارتين بتمعن وأعدتُ التحديق؛ لكيّ لا يسقط مني حرف من حروف الأبجدية، كان فضولي أسبق إلى نظري وإذا به الصديق خالد الشبلي مشرف تنسيق ومتابعة بمكتب مدير عام تقييم  موارد المياه بالبلديات، لم أطلب منه الإجابة ولكن تمتمت في سري قائلًا: لا زلت صغيرًا على التقاعد يا صديقي، لماذا كلمة الوداع وفي هذا الوقت بالذات وأحاديث المجتمع العُماني تضج بالتقاعد الإجباري، وقبل أنّ ينبس ببنت شفة باغتني قالئلًا: القاطرة لم تأخذني لوحدي يا صديقي فقد حملت معي زميلك في العمل وزميل السفر والصحبة خالد الوهيبي، كاتب شؤون إدارية أول بمكتب مدير عام تقييم موارد المياه، نعم؛ هو كذلك يسير معي في نفس ا...