سعيد العاطل ورئيس الشركة
مط سعيد شفتيه واحتقن وجهه وهو يحدق في إعلانات التوظيف بجريدة عُمان التي اعتاد أن يتصفحها على الرغم من التقانة الإلكترونية المتوفرة، فهي قناعته بأنه عليه أن يلج جميع منافذ البحث؛ فقط لأنه يريد الوظيفة وهي قناعته بأن تصفح الإنترنت كثيرًا يسلب من رصيده، كان بصره معلقًا بذلك الفضاء الذي بدأ يتلاشى في زحمة التنقيب والبحث والوقت. يخرج سعيد من منزل عائلته باحثًا عن عمل في رحلة شبه يومية من بواكير الصباح إلى مساءات قائظة في ـأيام شديدة الحرارة؛ في رحلة بحث دامت زهاء خمسة أعوام، ها هو سعيد يخرجُ من صومعته هذا اليوم في منزل العائلة المكونة من إخوته الصغار سامح ومنير ومؤيد وأخواته سلوى وجهينة مهمومًا متكدرًا، عكر المزاج، مخلفًا وراءه عائلته ووالدته التي أودعت جزءً من مدّخراتها والمصوغات الذهبية التي تملك والتي قضت معها أفضل سنين عمرها، أودعتها هذه المرة ليس في مناديس البيت ولا قبالة الروزنة المواربة لتسريحتها في غرفة النوم وإنما في خزائن الكليات الخاصة التي يهيمن عليها علية القوم وأصحاب رؤوس الأموال من أجل تدريسه، هناك مرتع الأحلام وهناك تُرسم الآمال، وهناك تمتطي فرسك الأبلق الذي يوصلك إلى ...