المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2024

من فومن إلى ميدان شهرداري نحث الخطى إلى أصفهان

صورة
يوميات مسافر إلى إيران يحيى المعشري في السادس عشر من مايو صحا "ناصر" باكرًا كعادته قبل أنَّ يعبث الضوء بآخر النجمات ومن شرفة الفندق استهل إطلالاته على الحقول الخضراء حاثًا إيانا على أداء صلاة الفجر؛ على المستوى الشخصي وفي الأسفار التي يصحبني فيها "ناصر" أُوكل له مهمة مواقيت الصلوات؛ فقد تزاملنا في عدة سفرات إلى عديد من الدول في عدد من القارات أولى خيوطها في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ فمملكة تايلاند وجمهورية مصر العربية وجمهورية أذربيجان في منطقة القوقاز وفي الخليج دولتا الكويت والإمارات العربية المتحدة والأخيرة وبسبب القرب الجغرافي تناوبنا على زيارتها كثيرًا؛ إضافة للرحلات الداخلية في ربوع سلطنة عُمان من أقصاها إلى أقصاها وكان "ناصر" المبادر الذي يحثنا على عدم تفويت الصلوات في أوقاتها. يمضي المرتحل في سفره إلى حيث يشاء؛ حيث المتوقع وغير المتوقع، يصمت تارة ويتحدث كثيرًا ويقابل هذا وذاك وفي كلِ الأوقات يسافر كورقة خفيفة تطوح بها الرياح على حافة الطرق وبين الأحراش وفي المسالك والدروب؛ لكنه يعود إلى حيث سكونه وهدوءه؛ حيث يجد للصلاة مكانًا في تطوافه؛ أليس...

في ماسولة نطوي آخر صفحات محافظة كيلان.

صورة
يوميات مسافر إلى إيران يحيى المعشري دخلنا بين الغابات الخضراء في محافظة كيلان في الشمال الإيراني يرافقنا الرذاذ المتطقع وتؤنسنا الخيول التي تقطع جنبات الطريق وهدهدات ندية عبقة بالمطر؛ بعد أنَّ أنهينا جولتنا في قلعة رودخان التاريخية واعدًا نفسي أن أمنحها مزيدًا من الوقت في قادم الأيام إن شاءت الظروف وسنحت الفرص؛ فأمامنا ستًا وأربعون كيلو مترًا وهي المسافة التي نلملم فيها ما تبقى من وقت قبل الوصول إلى قرية "ماسولة" الساكنة تحت سفوح جبال طالش؛ طالبين من السائق الإسراع ونحن نعلم أنَه أحرص منّا للوصول في أسرع وقت ولم نشأ أنَّ نسأله عن السبب وراء ذلك؛ لإدراكنا أنَّ أمامه التزامات أسرية تحتم عليه العودة باكرًا وبفضول المستكشف والنرجسية الساكنة في المسافر الباحث عن تفاصيل الجمال دون إعارة لأهمية الوقت للآخر، خيّم الصمت في أرجاء السيارة في حين بدأ "ناصر" يمطرنا بأسئلته عن سر كثرة السياح العراقيين في مدن وأرياف إيران في بلد مليء بالظواهر والأسرار التي يصعب علينا عدّها وحصرها في زيارة عابرة. قاطعته بعد أنَّ تبادلنا نظرات سريعة دون أنَّ ينبس أحدنا ببنت شفة ضاغطًا على محرك الب...

من مدينة فومن إلى قلعة رودخان نتدثر بالمظلات ونرسل رسائل مع حفيف الأشجار.

صورة
يوميات مسافر إلى إيران يحيى المعشري متابعين على مائدة الإفطار في فندق "الكوثر" بدأنا نعدُ العدة للتجربة القادمة وهي زيارة موقعين سياحيين قرأنا عنهما أنّهما وجهتان لهما محبيهما ومريديهما وتختلف فيهما طرائق التعامل والتحرك من نشاطٍ إلى آخر وهما قلعة رودخان التاريخية وقرية ماسولة التي تسكن تحت الضباب، هذا من جانب والجانب الآخر والأهم بالنسبة لنا في جولتنا هذه في الرحاب الإيرانية بدون مترجم أنَّ نتفق مع سائق يقلنا إلى الوجهتين إن كانتا بالقرب من بعضهما البعض؛ لجأنا بعد أنِّ قضينا ساعات الصباح الأولى نتجول بميدان ولي عصر، نعم لربما هو اتفاق أجمعنا عليه بصفة غير رسمية وهو التوجه للميادين حيث نرى الناس بمختلف أصنافهم وأمزجتهم ومشاربهم ولغاتهم. أما ميدان ولي عصر هذا فهو لا يختلف عن بقية الميادين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلا من حيث صغر المساحة والبشر الذين يحجون إليه كل يوم؛ لكن أهميته تكمن في التواصل البشري اليومي وهو دأب بقية الميادين. في الحقيقة الناس هنا يخرجون ليلًا ونهارا والسيارات تجدها في كل مكان والمحال التجارية تنشط نهارًا وتهجع في الهزيع الأخير من الليل عدا ال...