رواية الشيخة روان؛ للكاتب السعودي "حزام بن راشد
يحيى المعشري ✍🏼
تدور تفاصيل هذه الرواية حول فتاة سعودية تدعى روان، عاشت في كنف عائلة محافظة، قررت الهروب من قصة حبها الوحيد الذي أفسدته القبلية؛ إلى عالم المعرفة والعلم والتدريس؛ بالانضمام إلى السكن الطلابي لاستكمال تعليمها الجامعي.
هذا العالم الجميل الذي رسمته في دواخلها لم يسفر عن آمالها المعقودة ولا أحلامها المأمولة وذلك بتوسيع دائرة المعرفة ونيل العلم من إحدى الجامعات في المملكة أو نسيان حبها من الدكتور خالد، فوجدت نفسها تهرب من جحيم القبيلة وتهجير الحب؛ إلى سماسرة التنظيم الإرهابي الخطير "داعش" الذين يعمدون على تجنيد الفتيات السعوديات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، من أول صفحة لقراءتك للرواية لا تريد أن تتركها ولا تفوت فرصة احتضانها والنظر في أسلوبها الشيق والمثير الذي صاغه الكاتب بحبكة وحنكة؛ تجعلك تعيش أدق تفاصيلها، تحوي هذه الرواية أحداث دقيقة كما صورها الكاتب. تخص التنظيم الإرهابي داعش، لم أتخيل في البداية أن أقرأ رواية بهذه القسوة والألم، أحداث متسلسلة ومترابطة رغم فداحتها وفضاعتها، حيثُ ارتباطها بالتنظيم الغاشم باسم الدين وسماحته، بدأت تتضح أثناء القراءة العديد من الأحداث، فعمدت على تقليب صفحاتها بخفة ومرونة، توالت الصفحات مع تعاقب الأحداث المثيرة، لاحت لي من خلال هذه الرواية الكثير من الأشياء الضبابية التي كانت مختمرة في مخيلتي؛ فيما يتعلق بهذا التنظيم وتفاعلاته وكيف يستمد قوته وماهي الدوافع وراء انتشاره والكيفية التي يتم فيها اصطياد الضحايا في ظل السبات العميق لهذه المجتمعات وقلة التوعية والتثقيف والصمت المريب عن الخوض في تفاصيل هذا الخطر الغاشم والمحدق؛ حتى أصبحت بيئة خصبة لتكاثر مثل هذه الفئات المنشقة، العديد من الشباب والشابات انجروا وراء الحسابات الوهمية التي يقفُ خلفها أُناس سخّروا ما يملكون من خبرات ومعارف في التعامل مع هذه التقنية؛ لاجترار ضحاياهم، بقيت مشدوهاً من تتابع الأحداث التي وقعت بها الشابة روان العشرينية التي كانت ضحية تنكر أقرب الناس إليها، ألا وهم إخوتها من أب الذين قرروا أن يضمروا لها الكره الخفي بحجة زواج والدها الذي اختاره الله من والدتها التي رحلت هي كذلك إلى عالم الأموات، فبقت حالة الكره ساكنه في قلوب إخوتها الثلاثة، بعض البشر يورثون أمولاً تساعدهم على الحياة والتعامل مع معتركاتها وروان ورثت كره إخوتها الثلاثة في سابقة قد تكون غريبة للقارئ في تفاصيل الرواية، أحداث متتابعة وقعت بها روان بدءًا من إخوتها وقرارها تكملة دراستها وتصرفات أخوها أحمد الأصغر الذي اعتبرته المقرب منها وعلاقته مع التنظيم وخديجة المتعاملة، مريم وزمردة وشخصيات أخرى، ضياء الحقير الذي تزوجها زواج مسيار بمباركة من إخوتها وبتدبير من أخوها أحمد، الإيذاء النفسي والبدني الذي تعرضت له من ضياء، عودة الدكتور خالد الحبيب السابق الغير متوقعة بعد رحلة شاقة تعرض لها نتيجة بعده عنها، شحوب الحياة في وجهه وقراره الزواج من أخرى بغية نسيان الماضي، تدثره تحت الظلام بعد أن رسم في حياته صورة مشرقة بطلتها روان أو الشيخة روان.. النهاية التي صورها الكاتب وقصة الحب وطريقة التعامل مع أفراد التنظيم، القراءة الحالية لهذه الحسابات التي تروج الإرهاب، التجربة التي عاشتها بطلة الرواية الناضجة التي سبقتنا وأهمية تعلمنا منها الكيفية التي تدار بها هذه الحسابات والتحذيرات الواجب التعامل معها بجدية أتركها لكم في هذه الرواية الشيقة.
تعليقات
إرسال تعليق
مؤكد تعليقاتكم محل اهتمام