ليتني وزيرًا للسياحة؛ لأصحبكم إلى ميني سيام
في عام 2010 كانت
زيارتي إلى بلاد الابتسامة مملكة تايلاند مختلفة وكأنني لأول مرة أزورها، عندها
كنتُ قد وضعت برنامجًا مختلفًا لأجندة زيارتي اليومية، كل ذلك قبل أن أدلف مكاتب
قطع تذاكر السفر؛ لأحصل على تذكرتي المتجهة إلى مطار ( سوفارنابومي) الدولي في
العاصمة بانكوك، في ذلك الوقت كنتُ ألتقي بالعزيز يوسف الحسني، فمن جلسات إحدى
مقاهي مسقط ابتدأت الحكاية ومن هناك بدأت الرواية، إلا أنني لم أكن أعرف تفاصيل
الرحلة عدا أن يوسف يمتلك الخبرة الكافية التي تمكنه من أن تعطيني اليقين الجازم
بأنها ستكون مناسبة بكل المقاييس وستكون حافلة بالمفاجآت السارة والمثيرة، فقد
اكتملت فيها أغلب المقومات التي تعطيني هذه الهاجس وهذا الشعور.
أولًا: اطمئناني
بأن لا أشغل بالي بخط سير الرحلة، حيث أنه من المهم أن تضع توجهاتك ورغباتك فيما
يتوافق وميول من يخفرك من الأصدقاء.
ثانيًا: الخطة
التي يقوم بها توفر عليكَ المشاوير الغير مهمة وتكرار أماكن الزيارة وهنا تكمن
الأهمية حيث توفر مبالغ أنت في غنى عن صرفها فيما لا طائل ولا جدوى منه.
في اليوم الموالي
بعد وصولنا أقلتنا سيارة من سيارات البيكاب المكشوفة وهي من أرخص وسائل النقل التي
أعتمد عليها في التنقل بتايلاند، طبعًا غير متوفرة في كل جزر ومحافظات تايلاند،
علاوة على بعض الوسائل مثل الشتل باص الذي يحتاج إلى أن تحشر نفسك مع القرويين به
وهو أرخص كلفة بطبيعة الحال، لكنها لا تتناسب ورغبات بعض الرفقاء، كنا في حدود
سبعة أشخاص وفور وصولنا إلى مقصدنا السياحي وهو (ميني سيام)، تسعيرة الدخول إلى
ميني سيام في حدود ( 3) ريالات عُماني وأجمل الأوقات التي أنصح بها لزيارة هذه
الحديقة قبيل الغروب بنصف ساعة حتى يتيح لك المجال لرؤية ما تحويه قبيل وبعد
الغروب حيث تتكشف الإضاءات وتنكشف لك انعكاسات الأنوار على المباني وهنا يكمن عنصر
الدهشة وروعة المشاهد البانورامية الفريدة ، حديقة ميني سيام ثرية بالمعلومات
التاريخية وفرصة سانحة لطلبة العلم أن يستقوا من معين أهم حضارات العالم بسهولة
ويسر، سيما أنه معلمًا سياحيًا وثقافيًا بارز،
فأضحى العالم في هذه الحديقة وكأنه قرية صغيرة، فبها أجمل وأغرب الأماكن في
العالم والغريب والمثير في الأمر في ميني سيام أنت أطول من جسور اليابان وأنت
تقترب رويدًا رويدا يلوح لك برج إيفل حيث تتدلى الأسقف بالقرب من عنقك وقبل أن
تميل جانبًا يتهادى لك برج بيزا المائل فقد تمتلئ ملامحك بالدهشة وتقف لدقائق
مشدوهًا عند رؤيتك روعة هندسة القدماء، وأنتَ تزحف قبالة اليمين تجد بأنكَ تلامس عنق
تمثال الحرية وفي الدواخل وأنتَ تمخر عباب المكان تجد بأنك تصافح أهرامات أبو
الهول وخوفو وخفرع ومنقرع، ولأنني مغرمٌ بكنانة العرب هبة النيل مصر العظيمة أخذت
أجثو قبالة الأهرامات وبجوار أبو الهول أخذ هاتفي يومض لأتخير أجمل الصور وأفضل
لقطات السيلفي وقبل أن أهّم بالخروج وحتى لا أثير حفيظة "خالد"
و"بدر" و"سعود" و"محمد" و"أيمن"
و"حسام"، تفكرت في العقول التي طوعت العالم واستطاعت أن تأتي بالمجسمات
والمساجد والنصب التذكارية في قلب هذه الحديقة؛ لتتشكل فسيفساء رائعة الإبداع
واستطاعت أن تستقطب العالم من زائري تايلاند للدخول وسبر أغوار ما تملك، انتابني
شعور غريب وقلت مازحًا لـ "خالد" لو كنتُ وزيرًا للسياحة في عُمان
لأحضرت نسخ من هذه الآثار والنصب ولأقمت أكثر من ميني سيام وفي مواقع شتى في مسقط وبقية محافظات السلطنة
كما هو الحال في معظم دول العالم لأن السياحة بمفهومها البسيط صناعة.
تعليقات
إرسال تعليق
مؤكد تعليقاتكم محل اهتمام