...البلديات تستقبل العيد الثامن والأربعين في مخادعها...
...البلديات تستقبل العيد الثامن والأربعين في
مخادعها...
(مسيرة عطاء.. ونهضة بناء)
(مسيرة عطاء.. ونهضة بناء)
📝 يحيى المعشري
قرعت طبول الفرح أرجاء عُمان على بشارة اطلالة
السلطان قابوس القائد الأعلى للقوات المسلحة أمدّ الله في عمره في احتفالات البلاد
بالعيد الوطني الثامن والأربعين في بزّته العسكريّة المهيبة، فانبسطت أسارير وجوه
النساء والشيبان والأطفال؛ فرحين بألق زعيم السلاطين وتعالت الصيحات من سلالة
المجد مسندم بأخوارها وجبالها وبطون أوديتها، مروراً بمحافظة ظفار أرض اللبان
وسمهرم وسمحان إلى عاصمة السلام مسقط العامرة بشواطئها ومحمياتها، فانبرا الجميع
مستمتعين وملبين نداء الفرح والسرور، وكانت البلديات من مركزها في الخوير إلى أقاليمها
في ثغور الوطن العزيز قد شاركت الوطن الفرح بعدما أرخى معالي الشحي كلتا يديه
مسدياً توجيهاته بأن حان الوقت أن نضع بصمة ثابتة لا تعصفها رياح النسيم فترديها
في أرضٍ جدباء بلا حياة، كانت التوجيهات في قالبٍ وطني تعالت معه الصيحات الوطنية
عند سماعها أصوات الشعراء وشلات الأهازيج الوطنية وكأنها موشحات أندلسية تراقصت
معها أحاسيس الفرح والبهجة والامتنان.
العدد الغفير من الموظفين والموظفات في هذا
اليوم لبوا نداء الأرض والوطن والسلطان وبدأوا يتوشحون الأعلام، وعبر أروقة
البلديات التي توشحت ألوان عُمان؛ هبّ الموطفين قبل أن يدنو من مِعقل الحفل البهيج
في الفناء الخارجي إلى أسواق الزينة لاقتناء أدوات الفرحة الوطنية؛ فكانت شعارات
الوطن ذهبية اللون على شكل صفائح مسطحة مؤرخة بالعيد الوطني تُعلق يسار صدورهم،
فبدت وكأنها أحزمة النور تلمع في حِلك الظلام، وأوشحة مدججة بألوان عُمان تشعرك
بالفخر والاعتزاز ومنهم من اعتمر عمامته المكسية باللون الأحمر والأخضر والأبيض
وحلّق الجميع فور أن نادى نهّام العلاقات والتعاون الدولي وقائدها الدكتور هاشم البلوشي
الذي كان في طليعة المشتغلين وكان في مقدمة المنظمين وكان الفني والمهندس والرسام
الذي يمسد على فرشاة موشحة بألوان الوطن، فانسدلت من مقدمة الحفل الزميلة سوزان
موشحات وطنية مقروءة فاضت معها مشاعري كما فاضت ذات يوم عين الكسفة والثوارة وعين
حمام بوشر أشهر عين ساخنة رُقمت من زملاء العمل في البلديات، فالبلديات في أي مكان
وأي زمان، لم تترك شاردة وواردة في أعراس البلد الوطنية أم غيرها إلا وتطبع بصمة
على رسغ جبين المستفيدين، هنا بدأت القلوب ترفل السعادة؛ كيف لا فالفرحة اليوم
فرحتين: فرحة اطلالة السلطان باني نهضة عُمان في المقصورة السلطانية؛ وفرحة
التعبير عن جلال الوطن بشموخه وعلو شأنه، وانساق الموظفين والموظفين إلى ميدان
الاحتفال كما انساق ذات يوم روّاد كاتدرائية نوتردام على وقع أجراس الغجري
كوازيمودو أحدب نوتردام العشيق الذي الهب قلب الفاتنة أزمرالدا كما ألهب مشاعرنا
الشاعران الجميلان مهند الغيثي أحد زملاء العمل في حوار الشعر مع نديمه شاعر
الإحساس والكلمة عامر الحوسني الذي انهمرت عيناه دموعاً جرّاء قوة الحرف وجمال
المعنى والمغنى فكتب حباً في الوطن..
في داخله يثور بركان../ هذا الوطن بحدوده يثور
بركان../ وفي داخله جنة وبيرج وناموس../ هذا الوطن وجيوشه في كل ميدان../ دج
الحصون رماح وسيوف وتروس../ بالسهل أو في الجو في البحر طوفان../ خشم العِداء
برجولنا الشمّخ ندوس../ احنا نجز الروس من فوق الأمتان../ لا لين ها الأمتان صارت
بليا رؤوس.
وقفتُ متصلب القامة وبجواري الزميل هلال القطيطي
الذي تلقى تعليماته من الأمين عرّاب الوزارة الرائع ابراهيم العامري، رأيتُ أرجل
الزملاء تتراقص هيبةً وجلالاً للمشهد الوطني، ورأيتُ قوس البالونات موشح بأضواء
عُمان وأصوات الأناشيد تتهادى على مسامعي بصوت المنشد ياسر السعدي؛ فتحدث فيّ
أحاسيس وطنية غنية عن الوصف والتوصيف، رأيتُ سيلا من النمل والجراد والجنادب بجوار
أشجار الزينة ترقب الحفل البهيج باستحياء؛ فغمغمت بصمت وامتلأت ملامحي ببريق التمع
لرؤية الحضور البهيج، ثمة أشياء أجبرتها تصطف البقاء قبل أن أرَ في مخيلتي لوحة
تشكلت وكأنها فسيفساء، إنه الوطن وحده الذي لانت له القلوب وخشعت له الأفئدة وهي
تشنف آذانها في لحظات صمت خيمت على المكان، فاليوم كان استثنائيا، واليوم كان
بورتريه نعبّر به عن سابقه من أيام، إنه عرس الوطن. فبدأت الأصوات تخفت منصتة لكل
حرفٍ تفوهت به الطفلة الأنيقة ذات الحس المرهف طيف الكلبانية، فكانت نديمة المسرح
وهي ترتل الكلمات وكأنها في مغناً أوبرالي، وفي غمرة الحضور كنتُ والصديق خالد
العنقودي نتفيأ ظِلال مبنى الوزارة السامق، تارة على أريكة في مقاعد وثيرة حمراء
قانية كالدماء حوت أبناء وبنات البلديات وتارة متصلبو القامة؛ موجهين أجهزتنا
النقالة قبالة المسرح، فانداحت العبارات على مسامع الحضور كما تنداح الدائرة على
سطح الماء، وفي صمت الشخوص أشحتُ بنظري في حين غرة إلى زملاء دائرة التوعية
والإعلام الذين وفدوا عصبة؛ عشية رؤيتهم كانوا صفاً بل صفوفا لاحت لي في رواق
العرض، شكلت لوحة جميلة وكأنها اطلالة شرفة العلمين المهيبة، يحملون كاميراتهم
بأنواعها بروح الفريق المنسجم، وفي سكون أصدقاء موارد المياه رأيتُ السدود المنيعة
لم تكن منيعة بذات الصلادة كما كانت بين شقوق الجبال، ولم تكن بذات السموق كما
سردها العزيز خاطر الفارسي في العدد السادس النصف سنوي من نشرة "إنجاز"،
فالمكان والمقام في حضرة أنغام الموسيقى الشعبية الفلكلورية وتناغم الفنون برائحة
القهوة المشعشعة وصدوح الشعر الوطني ترياق يزيح سم الترقيات في السنوات العِجاف،
هنا توقفت القلوب قبل الآذان مستمعة ومستمتعة بالأهازيج والمعزوفات الوطنية، وفي
الصف الذي أقفُ به رمقت كاميرا المصور بركات السليماني تربت على خيمة الجموع محدثة
أزيزاً كأزيز طواحين الهواء الهولندية، فطرائق التقنية غزت أصحاب الدشاديش البيضاء
والعمامات المرصوصة على الرؤوس وكأنها أحجار النرد على شريط قلادة راسخة لا يمكنها
أن تنسل، تلصصتُ بفضول أمازيغ المغرب وشعوب الماساي على سفح الكليمنجارو عند رؤية
غريب يفدُ إلى مخادعهم، وفي البلديات بدت رواسي الأغراب تميد وأصبح الغريب قريب
وابن الأرض والدار، فالغريب هناك غريب الأرض والبشر والوطن، ما أجمل رؤية الصحاب
وزميلات العمل وهم يصخون آذانهم إلى نداء الوطن؛ فطوبى لكم وطوبى لكل من مر على
هذه السطور بحشرجتها المؤلمة، ومن هنا طوينا صفحة الحفل البهيج بعد أن أمسك معالي
الوزير سكينة ليضعها بحنية على كعكة العرس الوطني، تعبيرا وامتنانا وعرفانا لباني
عُمان، لكننا لا يمكن أن نطوي وطن طُبع في قلوب كل من ترعرع وعاش في كنف عُمان.
الاثنين ١٩ نوفمبر ٢٠١٨م
![]() |
أنا (): |
الدكتور هاشم البلوشي مدير دائرة العلاقات والتعاون الدولي أحد فرسان الأوبريت الوطني |
الأصدقاء خالد الشبلي يمين بدر الريامي يسار |
فرسان دائرة التوعية والإعلام الأعزاء |
سعادة حمد الغريبي وكيل البلديات الإقليمية لشؤون البلديات يمين سعادة المهندس علي العبري وكيل وزارة البلديات الإقليمية لشؤون موارد المياه يسار |
الشيخ سيف البطاشي ولحظات ترقب إشارة افتتاح أوبريت الوزارة بمناسبة العيد الوطني الثامن والأربعين |
فرسان المديرية العامة للشؤون الفنية |
معالي الدكتور وزير البلديات |
الأستاذ خالد الخروصي يمين العرّاب إبراهيم العامري يسار ولحظات ترقب الأوربريت الوطني |
الصديق العزيز خالد الوهيبي |
الشاعر عامر الحوسني |
المهندس عبدالله الهدابي مستشار الوزير للشؤون الفنية |
الأستاذ العزيز كرم البلوشي مستشار الوزير للشؤون الإدارية |
لمهندس سالم الشبلي مدير عام الرقابة الصحية والصرف الصحي |
الرائع خالد الخروصي ولحظة تأمل |
عرّاب الوزارة العزيز إبراهيم العامري |
تعليقات
إرسال تعليق
مؤكد تعليقاتكم محل اهتمام