عُمان تتكاتف كلها يا #مكونو
كتب
بعد أن تم تأكيد وصول الحالة المدارية مكونو في بحر العرب بحسب صور الأقمار الاصطناعية وخرائط الطقس بالمركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة وبعد متابعة مستفيضة من قبل الهيئة العامة للطيران المدني ورسائلها المتتالية التي تحذر من أهمية أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر وسيل من التحذيرات المهنية المنتهجة من قبل الجهات الرسمية ذات العلاقة ومن لها صلة مباشرة من أجل الخروج بأقل أضرار وخسائر ومحاولة الوصول إلى درجة الـتأمين والسلامة المنشودة، وكانت الرسائل تستهدف على وجه الخصوص القاطنين بالقرب من مجاري الأودية والشواطئ؛ نظير قربهم من مناطق الخطر؛ مناشدين لهم التوجه إلى مناطق الدفء والأمان وما هذه التحذيرات والمناشدات التي أستمع لها وأشاهدها من القنوات الرسمية سوى رسائل موثوقة وخبرات سابقة نتيجة ما مرت به السلطنة من أحوال جوية مشابهة في فترات ماضية، ومن هذه التجارب بعون الله أصبحت الجهات على مستوى عالٍ من الوعي والنضج والخبرة الكافية في كيفية التعامل مع هذه الأنواء والتصدي لها بالطرق التي تلائم الحالة، كلنا نعلم بأن توجيه وتسليط هذه الأنواء والرياح وغيرها من مسيرات بأمر من الله عز وجل، وما علينا سوى التعامل مع هذه الحالات رغم أنها أقدار وفق القدرات البشرية التي وهبنا الله إياها وهناك العديد من الدلائل التي تؤكد قيمة البشر في التعامل مع ما حولهم، ومن ضمن الحِراك الذي ألهب مشاعري جنباً إلى جنب مع الجهات الرسمية الأفراد والجهات التطوعية والفرق الخيرية التي بدأت تتحرك وفق منظومة متكاملة يحركها العمل الإنساني المبادراتّي الممنهج السليم، وبما أن فطرة الشعب العُماني التي جُبل عليها فطرة نقية تسودها المحبة والإخاء، فلا أستغرب هذا التهافت والتسابق والتزاحم من قِبل الافراد على خدمة أشقائهم في محافظتّي ظفار والوسطى، الناس يتزاحمون على شباك التذاكر ومراكز الأنس والبطولات الرياضية‘ والعُماني المرابط لأن ديدنه يتسم بحب الآخر والإيثار؛ يتسابق على التواصل مع أخيه في المناطق المتأثرة والمحتمل تاثيرها، ورأيت الآخر يسخر وقته وجهوده من أجل تتبع الحالة ويتصدى للشائعات التي تروج في مثل هذه الحالات من قِبل ضعاف النفوس الغير مبالين بما يعانيه غيرهم من المتأثرين؛ هل لأنهم فقدوا الإحساس بمن حولهم أم لا يكترثوا بمن يعيش في محيطهم، ورأيتُ آخر يتوجه إلى التجار والقطاع الخاص؛ طالباً مد يد العون والمساهمة في مثل هذه الظروف الاستثنائية والشواهد تمر علينا في المجموعات، وهي شواهد تنم عن أخلاق العماني وإحساسه بمن حوله، وآخر رأيته يتوجه إلى شركات الاتصالات لتزويده بأجهزة التواصل مع الفرق التطوعية في محافظة ظفار للإطمئنان على أخيه في المحافظات المتأثرة وكيفية تقديم الخدمة ما بعد انحسار الحالة، وآخر لا يهدأ له بال ولا تقر له عين مع اقتراب الحالة، فقد توجه إلى مؤسسته لمتابعة الحالة من مقر عمله ومن الجهة التطوعية التي يبادر بها لوضع الخطط اللازمة التي تعينه على تقديم العون، وآخر يتجهز ويتأهب لتلقي الأوامر من الجهات المختصة ما بعد انجلاء الحالة المدارية بعدما تخلفه من خسائر متوقعة ومحتملة لا قدر الله، فهو الآخر أعد العدة للتوجه إلى هناك لتقديم يد العون، وهناك من باشر عمله في التخفيف من حدة وآثار الحالة المدارية بتنظيف قنوات تصريف مياه الأمطار الواقعة على الطريق والنماذج بلا زيادة حاضرة والشواهد ملحوظة من أبناء وبنات هذا الوطن العزيز، وهناك من لا يعلم ماذا يفعل ولا يعلم ماذا يُقدم في مثل هذه المحن رغم قناعته بأنه فرد وجب عليه المساهمة ووجب عليه تقديم العون في مثل هذه الظروف، فلا تقف مكتوف الأيدي ولا تقف في موضع المتفرج مما يحدث حولك، فقط عليك أن تبادر وتتقدم خطوات ولا تركن للتسويف وتأجيل المبادرات، فأبوب العطاء مفتوحة فلا تغلقها بالتفرج والدعاء باللطف وفك الكرب دون حِراك يذكر، نعم نعلم تماما بأن الساعات القادمة هي ساعات ترقب وانتظار بعد توقف فرق الطوارئ والدعم الفني واللوجستي، ندعو الله تعالى متضرعين بأن تمر هذه الحالة على أهلنا في محافظتّي ظفار والوسطى دون مكروه والله لا يعجزه شيء سبحانه، جعلها الله سقيا خير ورخاء وعم بنفعها البلاد والعباد.
الجمعة 25 مايو 2018م
تعليقات
إرسال تعليق
مؤكد تعليقاتكم محل اهتمام