المشاركات

من درجاني، أقرأ نصوص السيد خليفة بن حارب البوسعيدي في فرضاني.

صورة
يوميات مسافر إلى زنجبار يحيى المعشري في كلِ يومٍ أخرج فيه من الفندق بين أروقة المدينة الحجرية أحرص على زيارة سوق درجاني وأختتم الزيارة في اليوم نفسه في ساحة فرضاني؛ لسبب مهم أنّي أقيم في الوسط بين السوقين وبإمكاني الوصول إليهما مشيًا على الأقدام- أمّا المختلف على المستوى الشخصي تقتصر تنقلاتي في سوق درجاني بمفردي سواءً في الفترة الصباحية أو عندما ينتصف النهار؛ أمّا في فرضاني فهناك ألتقي بالأصدقاء خالد وناصر وابنه نصير متى سنحت الفرصة، كما التقيت بشخصيات عُمانية شاطروني الزيارة غالبيتهم كانوا معنا في نفس الطائرة التي أقلتنا من سلطنة عُمان وبعضهم ممن يتناوبون على زيارة زنجبار من المهجر خارج الشطر العُماني وينتشر في سوق درجاني الباعة في كل مكان كالعقد المنثور؛ تراهم، أما أصواتهم تصدح في الأرجاء في كل مكان فطبيعة هذه الشعوب التعبير عن تفاصيل حياتهم برفع الصوت والخشونة ولأني لا أجيد اللهجات السواحيلية أكتفي بالتخاطب معهم ببعض المفردات التي حفظتها أثناء تعاملي مع الذين يجيدون التحدث بها من أبناء جلدتي ويقال أنَّ اسم "درجاني" نسبة إلى الدرج من الصعود والنزول وهذا يؤكد التمازج والتشا...

على أطلال بيت كارومي أفكك حروف الأبجديات القديمة من نازي موجا زنجبار إلى نازي مويا مطرح

صورة
  يوميات مسافر إلى زنجبار يحيى المعشري ------------------ عدنا من دار السلام في سفينة "كلمنجارو" وهذه السفينة كما يبدو أنَّها أكبر حجمًا وأجدد من سابقتها التي أبحرت بنا من زنجبار، بعد أيامٍ كانت تغلي بالحياة وأنباء مفجعة؛ كانت كالأغصان التي تتبدل بتبدل المواسم والأحوال. مررنا على ضفاف المحيط الهندي بمحاذاة بيت الجمارك، فمقبرة السلاطين، وبيت الساحل، إلى المحطة الأخيرة في الساحة الأمامية لبيت العجائب التي أودع فيها: خالد وناصر اللذان اختارا العودة إلى كيمبي سماكي، حيث الهدوء والعزلة؛ بعيدًا عن صخب المدن وصراخ الباعة، بينما آثرت أنا البقاء في قلب زنجبار، حيث أتنفس عبق الحجارة ورائحة التاريخ وخطوات السلاطين. في اليوم التالي وفي صباحٍ نديّ، أنتظر ديمة عابرة أستظل تحتها لترافقني إلى وجهتّي القادمة، استفتحت يومي بجلسة شفيفة في أحد مطاعم المدينة الحجرية وهو مطعم لقمان ويقال أنّه الأقدم، لكنه ليس الأشهر في زنجبار، في هذا المطعم من المهم أنَّ أشير إلى ذلك الرجل ويدعى "جمعة"، كل ما شاهدني حيّاني وقربني؛ كان شابًا في منتصف الأربعينيات، ذا بشاشة يجيد فك المقدمات فيتعرف عليكَ من ...

دار السلام.. بين لحظة الحياة وصدمة الفقد وداعًا يا "سعيد.

صورة
  يوميات مسافر إلى دار السلام يحيى المعشري ها أنا ذا أفتح أبواب النهار في دار السلام، وبعد أنَّ احتسيت أنا الشاي بالزنجبيل وناصر القهوة بالزنجبيل والزنجبيل كما أسلفت باللغة السواحيلية يعني "تنجويزي" على قارعة الطريق تحت ظل شجرة فارعة الطول؛ بانتظار الصديق "خالد" الذي آثر القيام ببعض الزيارات قبل أنَّ يلتحق بنا، في دار السلام حيث تنساب الحياة في منطقة إلالا" بهدوء على إيقاع المحيط الهندي، على عكس الاكتظاظ الذي رأيناه عندما خرجنا من الميناء من الوهلة الأولى؛ البشر هنا يتدحرجون جيئةً وذهابا؛ كالأوراق المتساقطة التي تحركها الرياح النشطة. وفور التحاق خالد بنا تنقلنا بين أزقة مدينة إلالا؛ نتحرك بحذر فالشوارع الداخلية تحتاج إلى تركيز أكثر، السيارات والدراجات تسابق الرياح من جانبي الشارع، همهمة من "ناصر" سنتناول القهوة في بيت أحد أفراد عائلتي هنا، في هذه اللحظة لم أكن أتخيل أنَّ لـ"ناصر" أقارب هنا في دار السلام، إذًا أنا وقعت في فخ التوقعات المسبقة التي تشكلها الصورة الذهنية والنفسية والثقافية عن مدينة دار السلام، تناولنا القهوة وهي لا تخرج في طاب...