المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2023

رسائل ما بعد السفر- تأملات تايلاندية

صورة
يحيى المعشري "لا تتم فائدة الانتقال من بلدٍ إلى بلدٍ إلا إذا انتقلت النفس من شعورٍ إلى شعور، فإذا سافر معك الهم فأنت مقيم لم تبرح" لماذا تُكرر العودة إلى تايلاند يا صديقي "محمد؛ كالوردة الحمراء التي تكبر فينا لنسقيها من رحيق الفراق؛ فنعود إليها؛ نعم نعود إليها بشوق؟ أجاب على وجه السرعة؛ موليًا ظهره ومشرعًا يده إلى السماء ومرخيًا عينيه للأرض في شرود. عبارات أطلقها محمد في مطار "سوفارنابومي" بانكوك وقد بدأ يزم شفتيه ويحرك لسانه ذات اليمين وذات الشمال. في منضدة طائرة طيران السلام تدلت ورقة تذكرة السفر للشاب "محمد" وصورة مستطيلة شفيفة على الجواز الأحمر، كالموج الهادئ على ضفاف بحر أندمان وشواطئ رايلي وآو كوانغ بيب وساري وبرامونج في مملكة تايلاند؛ كالوردة الباحثة عن النور من نافذة سماء العاصمة البهية مسقط؛ ساعات قليلة وتطل من النوافذ على أجنحة الطائرات في خرائط مملكة سيام "تايلاند"؛ فتبزغ ابتسامات أبناء الجد راما الأول فيرا شاكري؛ كأول الاطلالات التي تستقبل بقعة البياض فينا ونحن نعبر القارات- كانت تِلكَ رسائل من شرفة المسافر "محمد"...

سعيد مصلح؛ الموظف الذي ركب أمواج شطآنه

صورة
يحيى المعشري الأحد 2 يوليو 2023مـ يُحكي أنَّ   شابًا يدعى "سعيد مصلح؛ قضى أوقات من سنواته في ممشى ممرات العمل في الخوّار؛ عاقدًا ذراعيه؛ متأملًا في الشارع العام والسيارات القادمة من وراء القارات، يُحدق بانتظام في المباني الشاهقة التي طالما فضّلها مجتمعة في مجمعًا حكوميًا ذكيًا يُنهى فيها المعاملات الكترونيًا   أو كما تنبأ لمستقبل الذكاء الاصطناعي عبر التطبيقات الذكية؛ لتحسين أداء العمل وإنتاجيته عن طريق أتمتة العمليات التي تستغني عن القوة البشرية، إنها الثورة القادمة لا محالة يا سعيد، تضاربت أفكاره بل تحولت إلى هواجس؛ هل سيتغير النظام الصحي والتعليمي والأنظمة الأخرى المرتبطة بهذين النظامين والغير مرتبطة، وهل ستختفي وظائف تعودنا عليها سابقًا ويعيش ممتهنيها قلقًا قادمًا من هذا الفضاء، ينتظر سعيد مصلح الأخبار الجديدة كحال زملاؤه في جلساتهم المعتادة؛ وقد أصبح المشي في هذا الوقت بالتحديد جزءًا لا يتجزأ من روتين حياته اليومي؛ نصف ساعة وقد يمتد به الحال إلى ساعة وتزيد؛ يذرع الممرات بتؤدة وتتخطفه الأفكار التي حاول جدلًا أنَّ يُثنيها عنه ولم يستطع، وفي الشتاء البارد يتعمد سعيد مصل...