رسائل ما بعد السفر- تأملات تايلاندية

يحيى المعشري "لا تتم فائدة الانتقال من بلدٍ إلى بلدٍ إلا إذا انتقلت النفس من شعورٍ إلى شعور، فإذا سافر معك الهم فأنت مقيم لم تبرح" لماذا تُكرر العودة إلى تايلاند يا صديقي "محمد؛ كالوردة الحمراء التي تكبر فينا لنسقيها من رحيق الفراق؛ فنعود إليها؛ نعم نعود إليها بشوق؟ أجاب على وجه السرعة؛ موليًا ظهره ومشرعًا يده إلى السماء ومرخيًا عينيه للأرض في شرود. عبارات أطلقها محمد في مطار "سوفارنابومي" بانكوك وقد بدأ يزم شفتيه ويحرك لسانه ذات اليمين وذات الشمال. في منضدة طائرة طيران السلام تدلت ورقة تذكرة السفر للشاب "محمد" وصورة مستطيلة شفيفة على الجواز الأحمر، كالموج الهادئ على ضفاف بحر أندمان وشواطئ رايلي وآو كوانغ بيب وساري وبرامونج في مملكة تايلاند؛ كالوردة الباحثة عن النور من نافذة سماء العاصمة البهية مسقط؛ ساعات قليلة وتطل من النوافذ على أجنحة الطائرات في خرائط مملكة سيام "تايلاند"؛ فتبزغ ابتسامات أبناء الجد راما الأول فيرا شاكري؛ كأول الاطلالات التي تستقبل بقعة البياض فينا ونحن نعبر القارات- كانت تِلكَ رسائل من شرفة المسافر "محمد"...