طريق الضياع؛ مرويّة العجوز وفتاة باكو

اتسعت عينا ناصر وهو يتهجد الكلمات التي وقعت على هاتفه في لحظة فجائية وعلى حين غرة؛ متخيلًا عجوز "إسلام سفرللي" التي أمسكت بكلتا يديه وراحت تصلي بصوت خفيض فأرخت يديه وبدأت تتلو صلواتها لا يعلم من ذلك إلا أنها تحرك شفاهها باستمرار؛ مغمضة العينين وتقرأ كثيرًا؛ تبدو محدودبة الظهر في عقدها السادس؛ تفترش الأرض قبالة شارع نظامي وتطلب منه أن يجلس القرفصاء، بدت العجوز كالغجرية التي تخدع المارة وتستهدف السياح عادةً؛ كما أن طبيعتها الباسمة وهدوءها أماط عنها ذلك الاتهام؛ بضع مانات وهي عملة أذربيجان كانت كافية لأن تغدق علينا المديح وإرسال رسالة مطبوعة بالشفاه إلى السماء مصحوبة بالرضا التام وأماني صادقة أن نصل مبتغانا بأمان. "لعل كلًا منا كان، طوال حياته، يجمع قواه من أجل هذه اللحظة، من أجل هذا اللقاء فقط" إيفان كليما لم يتخيل "ناصر" أن تصله الرسالة التي تدعوه لأن يغير المخطط لهذا اليوم وكيف سيطلب مني أن نغير من طريقة التجوال في أرجاء باكو، فقد ألفنا الخروج من الفندق فالمرور على منعطف "إسلام سفرللي" فالدخول إلى شارع نظامي المفضي إلى الحياة النابضة والت...