ديرة دبي الديرة التي تزورنا في مقهى سوق نايف

يحيى المعشري أحداث أبطالها شخصيات رافقتني الزيارات من مسقط رأسي بلدة بوشر إلى ديرة دبي؛ على فترات متعاقبة وسنوات طوتها الأيام؛ لكنها بقت عالقة في الذاكرة؛ كما هي عالقة في ذاكرة من طاف أرجاء ديرة من أبناء جلدتي والعدد المهول من الشعوب التي تقاطرت عليها؛ أنا وغيري مجرد عابرين مررنا على أزقتها وخورها وأبراجها وبحيراتها وأسواقها؛ ديرة أو دبي المدينة التي لا تُكتب فحسب، دبي المدينة التي تكتب وتخط وتنقش وتعمل وتغير وتجدد؛ يقطنها الحالمون بالحياة؛ إما أنّ يطيب بهم المقام ويأنسوا البقاء أو يغادرونها إلى عودة تتجدد مع الأيام، نعم؛ سيعاودون زيارتها وسينتصرون لأشواقهم ورغباتهم؛ باختصار هي ليست المدينة التي تنتسى وليست الديرة التي تمر عليك طيف عابر فيخفت مع الوقت؛ هي الأحجية التي تُسكَن وتَسكُنها الحقيقة؛ ثمة شخوص لم أخطهم بين هذه التشويقة؛ ليسوا بعثرة حروف هم حكايات أكبر من أنّ تقص بين الأنام! لم تسقط شجرة الصفصاف من على ضفاف خور دبي وهي تحمل حلم أن تكون دبي الواجهة الجميلة التي تُدلق على ألسن العالم قاطبة، لم أبرح مكاني في هذه اللحظة التي أجلس فيها وبرفقتي الصديق قيس الجابري ونحن نتفي...