المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2019

سعيد العاطل ورئيس الشركة

مط سعيد شفتيه واحتقن وجهه وهو يحدق في إعلانات التوظيف بجريدة عُمان التي اعتاد أن يتصفحها على الرغم من التقانة الإلكترونية المتوفرة، فهي قناعته بأنه عليه أن يلج جميع منافذ البحث؛ فقط لأنه يريد الوظيفة وهي قناعته بأن تصفح الإنترنت كثيرًا يسلب من رصيده، كان بصره معلقًا بذلك الفضاء الذي بدأ يتلاشى في زحمة التنقيب والبحث والوقت. يخرج سعيد من منزل عائلته باحثًا عن عمل في رحلة شبه يومية من بواكير الصباح إلى مساءات قائظة في ـأيام شديدة الحرارة؛ في رحلة بحث دامت زهاء خمسة أعوام، ها هو سعيد يخرجُ من صومعته هذا اليوم في منزل العائلة المكونة من إخوته الصغار سامح ومنير ومؤيد وأخواته سلوى وجهينة مهمومًا متكدرًا، عكر المزاج، مخلفًا وراءه عائلته ووالدته التي أودعت جزءً من مدّخراتها والمصوغات الذهبية التي تملك والتي قضت معها أفضل سنين عمرها، أودعتها هذه المرة ليس في مناديس البيت ولا قبالة الروزنة المواربة لتسريحتها في غرفة النوم وإنما في خزائن الكليات الخاصة التي يهيمن عليها علية القوم وأصحاب رؤوس الأموال من أجل تدريسه، هناك مرتع الأحلام وهناك تُرسم الآمال، وهناك تمتطي فرسك الأبلق الذي يوصلك إلى ...

الأجر الإضافي وجنوح الموظفين

صورة
 صورة تعبيرية قبل سنوات الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالمنطقة ودول الخليج وبعد سنوات البحبوحة التي لازمت هذه الدول والسلطنة كإحدى الدول التي بسطت أسارير الرخاء هي كذلك؛ جرّاء الثورة النفطية التي أُغدقت على الشعوب الخليجية، والسلطنة في أواخر الستينيات، عكف العديد من الموظفين في المؤسسات الحكومية على اغتنام الفرص في زمن الرخاء، بحجة حاجة العمل لذلك وبما أن اللوائح والأنظمة البشرية تتيح وتجيز لهم فعل ما ينوون القيام به فإنهم لم يتوانوا عن سلب خزائن المؤسسات بطرق مشروعة ووفق القرارات الدنيوية، زاعمين أن القرارات تبسط أذرعها وتمرر حق الانتفاع لهم من خيرات مؤسساتهم، رغم معرفتهم التامة بأن ساعات العمل التي يقضونها بين أروقة المؤسسة التي يعملون بها في أقصى درجات حسن الظن يقضونها في توافه الأمور ولا يستدعي الأمر طرحها هنا لأنها معلومة لمن عاش في كنف هذه المؤسسات إلا ما ندر! وبعد توالي السنوات زُحزحت هذه الضمائر وتنحت عن القيام بذات الأعمال، ليس بذات الحجة التي سمحت لهم باقتطاع شيءٍ من أوقاتهم، سواء في مساء أيام قائظة في أوقات ما بعد ساعات العمل الرسمية أو في العُطل وإنما الطريقة الت...

بائعي الأسماك في الخوير بين تنفيذ قرار بلدية مسقط ولقمة العيش!

صورة
  ...شؤون محلية... الثلاثاء 8 يناير 2019م ................../////////................. منذ أن لفظ سوق الخوير المركزي القديم أنفاسه الأخيرة إلى ما يربو على ثلاثة عقود من الزمن، أخذ بائعي الأسماك في الخوير يفترشون ناصيتهم في الساحة المنسية؛ لتظلهم من نوائب الحياة وشجونها، وخلال تلك الفترة وهم متمسكين بهذا الموقع؛ ليقينهم بأنه الموقع المناسب؛ دون الركون إلى الخطط والاستراتيجيات والدراسات التي تعتمد على اختيار المواقع وفق جغرافيتها وموقعها الفريد، وقد لاحت للزائر مدى الحراك البشري الذي يفد إلى هذا الموقع بالتحديد ومدى الإقبال الكبير من قبل المواطنين والمقيمين لشراء الأسماك والمأكولات البحرية. وخلال ممارستهم مهنة بيع السمك وصلتهم العديد من الرسائل الرسمية والزيارات الميدانية من قبل المختصين في بلدية مسقط بإخلاء الموقع وتسليمه للبلدية. ترى ما مصير باعة الأسماك العمانيين وكيف سيتمكنوا من إدارة شؤونهم في ظل شح الأعمال وأزمة الباحثين عن العمل! في ملف هذه القضية سوف أتطرق إلى العديد من التساؤلات التي أضعها على طاولة المعنيين في بلدية مسقط وعلى شرفة صنّاع القرار في الحكومة؛ بغية ...